لندن، أستانة - «الحياة»، رويترز - قال مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان أمس، ان العالم لم يتجاوز بعد أسوأ مراحل الأزمة الاقتصادية العالمية، على رغم مؤشرات الى بداية الخروج من الركود. وكان وزراء المال في مجموعة الثماني اتفقوا مطلع الأسبوع، على ان الاقتصاد العالمي يبدي بوادر استقرار مشجعة وبدأوا في دراسة إنهاء الخطوات التي اتخذت لإنقاذ اقتصادات هذه الدول. وأكد خلال زيارة إلى كازاخستان، إنه يتفق إلى حد كبير مع موقف المجموعة، لكنه طالب بالحذر في تقويم وضع الاقتصاد العالمي. ولفت قبل إجرائه محادثات مغلقة مع رئيس وزراء كازاخستان كريم مسيموف إلى ان «موقف مجموعة الثماني يشير إلى ظهور بعض البراعم، لكن على رغم ذلك ينبغي ان نتوخى الحذر. لم نتجاوز بعد الجزء الأكبر مما هو أسوأ». وأضاف: «نرى في صندوق النقد الدولي ان الانتعاش سيظهر مع بداية 2010. السنة الحالية انتهى أمرها بالفعل ونعلم أنها سنة سيئة». وزاد: «على مستوى الاقتصاد العالمي، سيسجل النمو نسبة - 1.3 في المئة، وهو أول معدل نمو سلبي منذ الركود الكبير (عام 1929). ربما يكون عام 2010 أفضل ونتوقع بداية الانتعاش في النصف الأول منه». وازدادت الضغوط داخل مجموعة الثماني من أجل وضع خطط تهدف إلى تقليص برامج الإنعاش الاقتصادي بمجرد ان تنعدم الحاجة إليها، وأطلق وزراء المال في المجموعة على هذه الخطط تسمية «استراتيجيات الخروج» وقالوا ان من شانها ان تمنع ارتفاع أسعار الفائدة في الأسواق إلى مستويات تهدد الانتعاش الاقتصادي. واعتبر ستروس - كان نمو الائتمان مؤشراً على بدء انتعاش النشاط المالي، لكنه لم يذكر ما إذا كان صندوق النقد مستعداً للمساعدة في استراتيجية محتملة لتجاوز الأزمة حين يتأكد الانتعاش الاقتصادي. وقال ان الانتعاش الاقتصادي العالمي المتوقع خلال النصف الأول من العام المقبل، من شأنه ان يساعد الأسواق الناشئة مثل كازاخستان على العودة إلى تسجيل نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي. وخاطب ستروس - كان رئيس الوزراء الكازاخستاني بالقول ان «الانتعاش الذي نتوقعه على المستوى العالمي خلال النصف الأول من 2010 قد يؤثر في شكل سريع في اقتصادات مثل اقتصاد بلادكم الذي من شأنه ان يتحسن في شكل سريع بعد حدوث الانتعاش العالمي». وعلى غرار الاقتصادات الإقليمية الأخرى، تضررت كازاخستان، أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى والتي كانت ضمن دول الاتحاد السوفياتي في ما مضى بشدة، نتيجة الأزمة العالمية التي قضت على سنوات من نمو تجاوز 10 في المئة. ويتوقع صندوق النقد الدولي ان ينكمش اقتصاد كازاخستان 2.2 في المئة هذه السنة وهو أكثر تشاؤماً من النسبة المتوقعة من قبل الحكومة الكازاخستانية عند واحد في المئة. إلى ذلك، حذر أحدث تقرير للبنك المركزي الأوروبي من ان الركود سيقضي على فرص النمو الاقتصادي، الذي لن يبدأ مجدداً حتى 2010، على رغم مؤشرات التعافي الأخيرة. وأوضح التقرير ان نمو الاقتصاد لن يتخطى صفر في المئة حتى نهاية العام، مترافقاً بتصاعد أرقام المعدلات واحتمال استمرار تهاوي الشركات. وأورد التقرير الأوروبي ان المؤشرات تظهر ان تراجع الاقتصاد لم يعد بالسرعة التي اتسمت بها أزمة المال فور إفلاس مصرف «ليمان براذرز» في أيلول (سبتمبر) الماضي، كما استرد معظم الأسواق الرئيسة الثقة فيما بدأت شركات، جني الأرباح. وشدد على ان التعافي سيكون «بطيئاً وتدريجياً». وسينكمش إجمالي الدخل العام لبريطانيا بواقع 4.8 في المئة، أي دون 5.9 في المئة سجلها في مطلع الثمانينات.