سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحركة الشعبية" تنتخب قيادة جديدة للمرة الأولى منذ 14 عاماً ... و اغلاق صحيفة نشرت معلومات عسكرية . السودان : 30 ألف نازح بعد تجدد المواجهات بين القوات الحكومية و "الجيش الشعبي" في أبيي
تجددت المواجهات بين الجيش السوداني و "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يسيطر على جنوب البلاد في منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، ما أوقع نحو 20 قتيلاً وجريحاً وأدى إلى نزوح 30 ألفاً وحرق عشرات المتاجر والمنازل. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في السودان أنها أجلت موظفيها غير الأساسيين من المنطقة. وقال مسؤول في البعثة في الخرطوم إن مروحية أجلت نحو عشرين موظفاً من أبيي بعد اشتباكات وقعت خلال اليومين الماضيين وخلفت أربعة قتلى على الأقل و16 جريحاً، وتسببت في حرق متاجر وفرار مئات المواطنين. وذكر مكتب الناطق باسم الجيش السوداني أن الاشتباكات بدأت الثلثاء عندما رفض أحد جنود"الجيش الشعبي"الوقوف عند نقطة تفتيش،"فأطلق عليه الجيش الحكومي النار وأرداه قتيلا، ورد زملاؤه بقتل جندي حكومي". وأوضح أن قوة من"الجيش الشعبي"هاجمت الجيش الحكومي خلال دفن الجندى، وقتلت ثلاثة أفراد آخرين. وأشار سكان في أبيي إلى أن الاشتباكات المسلحة أدت إلى تدمير أكثر من مئة متجر في سوق المنطقة وإحراق عشرات المنازل، وأن آلاف المواطنين فروا من منازلهم. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن السفير الهندي في الخرطوم ديباك فوهرا أن أربعة موظفين هنود وسائقهم السوداني"خُطفوا بعد ظهر الثلثاء الماضي أثناء عودتهم من حقل نفط نيم"في منطقة أبيي إلى مقر اقامتهم في منطقة مجاورة. وأضاف:"نعرف أين هم، وهم في صحة جيدة". وأوضح أن"الأشخاص المعنيين يتحدثون مع الخاطفين ونتوقع إطلاق سراحهم قريباً جداً". من جهة أخرى، رسم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غينيهو صورة قاتمة للأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور. ورأى أن السلام ما زال بعيد المنال. وأعلن عقد لقاء يجمع الحكومة وفصائل التمرد في جنيف فى نهاية أيار مايو الجاري لتحسين الوضع الأمني في الإقليم. وقال غينيهو في تقرير أمام مجلس الأمن ليل الأربعاء، إن"الأوضاع في دارفور مقلقة، والقوة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى يوناميد لا تزال ضعيفة للغاية وتفتقر إلى القدرات"، كما أنها"تعاني من مصاعب بينها الخلافات مع الحكومة حول بعض التفاصيل، وإحجام الدول عن توفير مروحيات، إلى جانب انعدام الأمن". لكنه توقع نشر 80 في المئة من القوة بنهاية العام. على صعيد آخر، بدأ في مدينة جوبا عاصمة إقليم جنوب السودان أمس المؤتمر العام الثاني ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي تحكم الإقليم بمشاركة 150 مراقباً محلياً ودولياً. ويواجه متمردو السودان السابقون الاختبار الأخطر من نوعه بعد رحيل زعيمهم السابق الدكتور جون قرنق الذي قتل في حادث تحطم مروحية على الحدود مع أوغندا قبل أكثر من عامين. وتخلى قادة الحركة أمس عن مناصبهم تمهيداً لاختيار قيادة جديدة في المؤتمر العام، وسط أجواء من التوتر سادت المكان الذي حرسته قوات كثيفة من"الجيش الشعبي"بعد بروز خلافات على المناصب القيادية الجديدة. واعتبر رئيس حكومة جنوب السودان زعيم الحركة سلفاكير ميارديت أمام المؤتمر الذي يلتئم بعد 14 عاماً من المؤتمر الأول للحزب في العام 1994، أن"الجنوب سعى جاهداً إلى تجاوز آثار الحرب مع الشمال التي استمرت 21 عاماً"، مشدداً على أن"المؤتمر سينتخب قيادة جديدة للحركة في أجواء ديموقراطية". وحض نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه المؤتمرين على"اعتماد استمرار الحوار من أجل تنفيذ اتفاق السلام وسيلة للمستقبل، لا سكيناً لقطع العلاقات بين الناس"، مؤكداً التزام حزبه المؤتمر الوطني الشريك الرئيسي للحركة في الحكومة بتنفيذ الاتفاقات. وأدى إصرار سلفاكير على انتخاب نائب واحد له في زعامة الحرب هو جيمس واني ايقا واستبعاد نائبه الثاني رياك مشار، إلى حال من الاستقطاب الحاد، إلى درجة أن قياديين هددوا بترشيح أنفسهم على لائحة منفصلة ضد مرشحي سلفاكير الذي استبعد أيضا من قائمته الأمين العام للتنظيم باقان أموم واختار بدلاً منه حاكم ولاية الوحدة الغنية بالنفط الحالي تعبان دينق تعبان، بعد أن نقل إلى أموم أنه لا يرغب في بقائه في المنصب. وأكدت مصادر موثوقة داخل المؤتمر أن مشار هدد بطرح لائحة موازية ترشحه لرئاسة الحركة تضم إلى جانبه نيال دينق المقرب من الزعيم السابق نائباً له وباقان أموم أميناً عاماً، اذا ما أصر سلفاكير على موقفه. وأشارت إلى أن حظوظ لائحة مشار في حال طرحها، ستكون ضعيفة على رغم التأييد الكبير الذي يمكن أن تحظى به في الجنوب، بسبب ترجيح قطاع الشمال كفة لائحة سلفاكير. ونفى المرشح الجديد لمنصب نائب رئيس الحركة جيمس واني استقالة باقان أموم من منصبه. وقال إن جميع قيادات"الحركة الشعبية"، وعلى رأسها سلفاكير، تخلت عن مناصبها لإفساح المجال أمام انتخابات ينتظر أن تجري بعد أربعة أيام. الى ذلك، قرر المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق صلاح عبدالله تعطيل صحيفة"ألوان"اليومية المستقلة عن الصدور، وأمر بالحجز على ممتلكات الشركة التي تصدرها وأصولها. ونفّذت مجموعة من عناصر الجهاز القرار فوراً، وألزمت الصحافيين بحمل أمتعتهم الشخصية ومغادرة مقر الصحيفة في غرب الخرطوم. وقال الجهاز إن قرار وقف"ألوان"صدر بموجب أحكام قانون الأمن، ودوّن اتهامات لدى نيابة أمن الدولة في مواجهة رئيس تحرير الصحيفة حسين خوجلي، لإفشاء"معلومات عسكرية ضارة بأمن البلاد ومكتسباتها"، على خلفية نشر الصحيفة معلومات عن اختفاء طائرة عسكرية من طراز"ميغ"بطاقمها الروسي.