وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الى الموصل 370 كلم شمال بغداد للاشراف على العملية العسكرية التي انطلقت السبت الماضي ضد شبكة"القاعدة"في محافظة نينوى. وكان برفقة المالكي وزير الدفاع عبدالقادر جاسم العبيدي وكبار المسؤولين العسكريين، فيما قال ناطق باسم وزارة الداخلية ان عملية"زئير الأسد"انتهت و"بدأنا عملية أم الربيعبن". وكان المالكي اعلن امام مجلس النواب الاثنين عدم انطلاق العمليات الأمنية في الموصل"وسيعلن عنها لدى استكمال الخطوات التمهيدية". وتصف القيادة الاميركية الموصل بأنها مركز الصراع ضد"القاعدة". وشهدت المدينة التي تعتبر حاليا من اخطر مدن البلاد الكثير من الهجمات والتفجيرات الضخمة. في 23 كانون الثاني يناير، اسفر انفجار مبنى خزن فيه مسلحون الذخائر عن مقتل اكثر من 60 شخصاً وتدمير عشرات المنازل. ونسبت السلطات المحلية الهجوم الى"القاعدة". وفي اليوم التالي، قتل قائد شرطة نينوى في هجوم انتحاري لدى توجهه الى موقع الانفجار. وأكد علي الاديب، القيادي في حزب"الدعوة"الحاكم، أحد المقربين من المالكي ل"الحياة"ان رئيس الوزراء سيقود العمليات العسكرية بنفسه، مع وزيري الدفاع والداخلية، وأن القوات العراقية والأميركية لن تغادر الموصل قبل استكمال تطهيرها من الجماعات المسلحة التي غيبت سلطة القانون هناك، لافتا الى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة الى المدينة خلال اليومين الماضيين للمشاركة في الحملة. وقال ان الحكومة"اتخذت قراراً بتطهير كل المدن العراقية من الجماعات المسلحة بعدما رفعت شعار لا للخارجين عن القانون"وان المالكي"سيشرف بنفسه على تلك العمليات"، مؤكداً ان"هذا العام سيكون عاما لفرض سلطة القانون في ارجاء البلاد". الى ذلك اكد محافظ الموصل دريد كشمولة ل"الحياة"وصول تعزيزات عسكرية كثيفة من بغداد للمشاركة في العمليات العسكرية. وقال ان"المدينة باتت محاطة بطوق امني من الجيش والعمليات قد تستمر لأسابيع لمعالجة الأزمة الأمنية فيها"، لافتا الى"القبض على العشرات من عناصر تنظيم القاعدة منذ بدء العملية السبت الماضي"، كما حذر من"كارثة انسانية في حال استمرار فرض حظر التجول". وطالب الحكومة"بتفادي الاخطاء التي وقعت اثناء العمليات العسكرية في باقي المدن خلال الشهرين الماضيين". على صعيد متصل نفى محمود عثمان النائب عن كتلة"التحالف الكردستاني"أنباء عن مشاركة عناصر البيشمركة الكردية في العمليات العسكرية الدائرة في الموصل، وقال ل"الحياة"ان الحكومة"لم تطالب الاكراد بالمشاركة في العملية وهم لن يرفضوا المشاركة في فرض القانون". وطالب الحكومة بمراعاة الوضع الانساني في المدينة و"عدم تعريض الاهالي الى مشكلات انسانية مثلما حصل في البصرة ومدينة الصدر في الشهر الماضي"، مشيرا الى"ضرورة فسح المجال امام الناس للخروج والتبضع بين الحين والآخر كي لا يتعرضوا الى ازمة مماثلة لتلك التي وقعت في المدن التي خضعت للعمليات العسكرية في وقت سابق". وكانت عملية زئير"الأسد بدأت"في الموصل السبت الماضي لتطهيرها من تنظيم"القاعدة"الذي تغلغل في مركز المدينة ونواحيها وأقضيتها، وهي ثالث عملية عسكرية، بعد عمليتين في الانبار، أدت الى تسليم الملف الامني الى"مجالس الصحوة"، و"السهم الخارق"في ديالى التي بدأت في أيلول سبتمبر العام الماضي وما زالت مستمرة حتى الآن. وكانت الحكومة أجّلت العملية في الموصل فترات متلاحقة، على رغم مطالبة السلطات المحلية وشيوخ العشائر هناك بشنها. من جهة أخرى أعلن ناطق امني أن القوات العراقية باشرت تنفيذ عملية"أم الربيعين"أمس لملاحقة تنظيم"القاعدة"في محافظة نينوى. وقال اللواء عبدالكريم خلف ان"عملية ثانية بدأت بعد ظهر اليوم أمس باسم ام الربيعين تستهدف من ارتكب جرائم ضد القوات الامنية والمدنيين في الموصل". واكد"انتهاء عملية زئير الأسد التي كانت انطلقت في العاشر من الشهر الجاري لملاحقة عناصر القاعدة والخارجين عن القانون في الموصل". وقال ان"هذه العملية ستعمل على تأمين الخدمات وتعزيز التوافق الوطني واعمار الموصل بمشاركة قوات من الجيش والشرطة ومساعدات لوجستية يقدمها الجيش الاميركي". واوضح"انها عملية عراقية بحتة ... وجزء من مطاردة الارهاب والجريمة واستغاثات الاهالي للحكومة".