وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى محافظة الموصل 400 كلم شمال بغداد لقيادة حملة عسكرية اطلق عليها إسم"زئير الأسد في صولة الحقّ"في المدينة التي يُعتقد ان تنظيم"القاعدة"يتمركز فيها بعد خروجه من مناطق سنّية اخرى. واكد ناطق رسمي حكومي وصول المالكي برفقة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ووزيري الدفاع والداخلية الى الموصل لاعلان بدء الحملة العسكرية هناك. وأكد ان المالكي عقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين أمنيين في المدينة لغرض الاطلاع على خطة العمل في المدينة. وكان المالكي اطلق قبل قرابة شهرين عملية"صولة الفرسان"في البصرة جنوباً ضد عناصر جيش المهدي ما أجل التحرك المزمع نحو الموصل. وأعلن الفريق الرّكن رياض جلال توفيق قائد عمليات محافظة نينوى السبت عن بدء العملية العسكرية في المحافظة التي أطلق عليها إسم زئير الأسد في صولة الحق لتعقب تنظيم"القاعدة"بعد وصول قوات عسكرية وصفها بأنها كبيرة من بغداد إلى نينوى. وأضاف في بيان أن"العملية العسكرية بدأت السبت في المحافظة لملاحقة فلول تنظيم القاعدة في نينوى واستهداف المجاميع الإرهابية الضالة والخارجين عن القانون". واكد دريد كشمولة محافظ الموصل في اتصال مع"الحياة"أن هناك استعدادات عسكرية واسعة منذ الاسبوع الماضي داخل المدينة لبدء الحملة العسكرية وان عدداً من القادة العسكريين الكبار وصلوا الى مدينة الموصل للمشاركة في حملة تطهير المحافظة مبيّناً ان الوضع الامني هناك لم يعد يحتمل المزيد من الضغوط وأن تطهير محافظة الموصل من"القاعدة"بات أمراً ملحاً في المرحلة الحالية بعدما تحوّلت الى بؤرة للارهاب. ولفت كشمولة الى أن كبار قادة"القاعدة"يعيشون الآن في الموصل ويديرون الحملات الارهابية من هناك ضدّ اهالي المدينة وباقي مناطق العراق مبيّناً ان القوات العراقية والاميركية قتلت واعتقلت مجموعة من هؤلاء خلال الايام القليلة الماضية من بينهم مجموعة من قيادات الصفّين الاول والثاني في التنظيم. واكد ان مجموعة من العشائر العربية التي تسكن الموصل أبدت استعدادها للمشاركة في عملية تطهير مدينة الموصل من المجاميع الارهابية التي تسللت إليها من محافظات ديالى والأنبار وقال:"إن زعماء بعض العشائر قدّموا اقتراحاً بتسليح مجاميع من العشائر للمشاركة في الهجوم الذي سيشن على التنظيم داخل المدينة". من جانبه، اكد محمد حسن بك أحد شيوخ عشائر الموصل ان زعماء العشائر كانوا اقترحوا تشكيل قوة أمنية مصغرة من شباب العشائر لحماية مناطقهم من تسلّل عناصر التنظيم في حال تعرضهم لضربات عسكرية موجعة. وقال إن هذا المقترح قدمته العشائر التي طالبت بتشكيل مجالس الصحوة في المدينة في وقت سابق وإنهم وجدوا في هذا المطلب منفذاً للمشاركة في العملية العسكرية التي ستبدأ في الموصل في الايام القليلة المقبلة من خلال حماية مناطقهم من التسلل. ولفت حسن بك الى وجود مشكلات امنية كبيرة في المدينة ناتجة عن تغلغل تنظيم"القاعدة"في غالبية مفاصل الحياة مؤكداً ان الصّمت الطويل لحكومة المالكي وتأخرها في شنّ الحملة العسكرية فضلاً عن تهاون بعض شيوخ العشائر في مسألة تشكيل مجالس الصحوة كانت سبباً رئيسياً في سقوط الموصل بيد تنظيم"القاعدة"بشكل كلّي مشيراً أن التنظيم يفرض سيطرته على اكثر من ثلثي المدينة ونواحيها وأقضيتها في الوقت الحالي. يذكر ان مدينة الموصل شهدت عدداً من الاحداث الامنية الساخنة كان آخرها الانفجار الذي وقع في منطقة الزنجيلي واسفر عن مقتل واصابة اكثر من 200 شخص ما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى تشكيل"خليّة أزمة"لادارة ما وصفه بالمعركة الحاسمة في المحافظة حيث تضم عدداً من كبار القادة العسكريين في المدينة فضلاً عن عدد من المسؤولين المحليين فيها. وكانت وزارة الدفاع العراقية اعلنت الخميس الماضي عن اعتقال ابو حمزة المهاجر زعيم تنظيم"القاعدة"في العراق لكن القوات الاميركية نفت الخبر واكدت أن المعتقل أحد قيادات"القاعدة"وليس زعيمها.