توفي في الكويت مساء أمس الشيخ سعد العبدالله الصباح عن 78 عاماً والذي كان شغل منصب الإماراة لأيام معدودة في كانون الثاني يناير 2006، قبل أن يقرر مجلس الامة البرلمان اعفاؤه من هذا المنصب، مراعاة لحاله الصحية. وصوّت المجلس بعدها بالاجماع على تولي الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد المنصب، فيما اكتسب الشيخ سعد رسمياً صفة"الأمير الوالد". وجاء في بيان رسمي أمس أن جنازة الشيخ سعد ستتم في التاسعة والنصف من صباح اليوم. واعلن نبأ الوفاة قبل 72 ساعة من موعد الانتخابات العامة في الكويت، ولكن من غير المرجح أن يؤدي الحداد على الشيخ سعد إلى تأجيل الموعد. والشيخ سعد هو الابن الأكبر لأمير الكويت السابق الشيخ عبدالله السالم 1950 - 1965 واضع الدستور ومؤسس الكويت الحديثة. تولى وزارتي الداخلية والدفاع بين 1965 و1978 ثم صار ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء حتى العام 2006. وخلال قيادته الحكومة شهدت الكويت أحداثاً جساماً كان من أبرزها الغزو العراقي العام 1990 والذي انتقل خلاله الشيخ سعد إلى الطائف في المملكة العربية السعودية وأدار حكومته من هناك. ويمتدح الكويتيون في الشيخ سعد مواقفه الصلبة خلال هذه المحنة. وفي العام 1997 اصيب الشيخ سعد بنزيف في القولون استدعى نقله الى الخارج للعلاج، وكان لهذا المرض تداعيات تطلبت غيابه عن الكويت فترات طويلة وتفويضه كثيراً من الصلاحيات الى نائبه الشيخ صباح الأحمد الذي كان الرئيس الفعلي للحكومة حتى مطلع 2006 حينما توفي الأمير السابق الشيخ جابر الأحمد. ووجدت الكويت نفسها أمام أزمة، إذ صار الشيخ سعد طبقاً للدستور أميراً للبلاد بصورة تلقائية، لكن أوضاعه الصحية لم تكن تسمح له بحمل هذا العبء. حينئذ تم تفعيل مواد الدستور وقرر البرلمان في جلسة غير علنية وبعد الاستماع إلى تقرير طبي عن الحال الصحية للشيخ سعد، اعفاءه من الإمارة وتنصيب الشيخ صباح الأحمد.