شيع آلاف الكويتيين أمس الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح الى مثواه الأخير في مقبرة"الصليبيخات"غربي العاصمة الكويتية بعد أن توفي فجر الأحد عن 79 عاماً إثر مرض عضال استمر سنوات. وأعلن مجلس الوزراء الكويتي ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح أميراً للبلاد طبقاً لأحكام الدستور، فيما استقبلت الكويت وفوداً من المعزين من دول عربية وأجنبية كان في مقدمهم قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وحضر الجنازة التي أقيمت الساعة الثالثة والنصف عصراً أكثر من عشرة آلاف شخص بينهم مئات من النساء، فيما تدفقت الى المقبرة للصلاة عليه آلاف أخرى من المواطنين حتى مغيب الشمس. ودفن الأمير الى جوار قبري أميري الكويت الراحلين الشيخ عبدالله السالم حكم 1950 - 1965 وصباح السالم 1965 - 1977. وحمل نعش الفقيد البسيط المكون من الخشب الابيض على الاعناق وقد لف جثمان الشيخ جابر بداخله بعلم الكويت. واحاطت قوات الامن الكويتية بالنعش لمنع جموع كبيرة من الكويتيين كانت تتدافع للوصول اليه. وكان في مقدمة مودعي الشيخ جابر أمير الكويت الجديد الشيخ سعد العبدالله الصباح الذي ظهر وهو يتنقل على كرسي متحرك. وبين القادة الذين حضروا الى الكويت لحضور تشييع الشيخ جابر رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الجزائرية عبدالعزيز بلخادم. وتصل وفود اجنبية تباعاً الى الكويت للتعزية. وقال مجلس الوزراء في بيان قرأه على التلفزيون وزير الاعلام الكويتي انس الرشيد انه"عملاً بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الامارة فإن مجلس الوزراء ينادي بخليفته وولي عهده حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله سالم الصباح أميراً على البلاد". وأعلنت الكويت الحداد على الأمير الراحل 40 يوماً وقررت تعطيل الدوائر الحكومية لمدة ثلاثة أيام، فيما اكتست البلاد ثوب الحداد وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها وخلت الطرقات من أكثر السيارات، خصوصاً مع قيام الاجراءات الأمنية المكثفة المعتادة في مثل هذه الحالات نظراً لوصول عشرات من القادة ورؤساء الحكومات لتقديم العزاء في قصر"بيان"حتى ساعة متقدمة من الليل. ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمة البرلمان جلسة خاصة في غضون أيام لكي يقوم الشيخ سعد العبدالله الصباح بأداء القسم الدستوري حتى يتولى صلاحيات الأمير، فيما بات من المرجح ترشيح رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ولياً للعهد لكي يصوت المجلس على ذلك الترشيح. ويترقب الكويتيون باهتمام الاسلوب الذي ستتم وفقه هذه الخطوات الدستورية، خصوصاً في ظل المتاعب الصحية التي لا يزال الشيخ سعد يعاني منها منذ سنوات، واعاقت قدرته على ممارسة المهمات اليومية، وكذلك بعد الخلافات الداخلية بين أقطاب الأسرة والتي طفحت على السطح قبل 3 شهور ووعد الأمير جابر الأحمد قبل وفاته بحلها.