أعلن أربعة مندوبين كبار من الحزب الديموقراطي دعمهم للسيناتور عن ولاية إيلينويز باراك أوباما، ما دفعه إلى تقليص التقدّم الذي كانت تتمتع به منافسته السيناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون، في عدد المندوبين الكبار الذين يدعمونها. وذكرت شبكة"سي أن أن"الإخبارية أن 264 مندوباً كبيراً من قادة الحزب الديموقراطي قالوا إنهم سيصوتون لمصلحة أوباما في المؤتمر العام للحزب في حزيران يونيو المقبل، في مقابل 267 مندوباً سيصوتون لكلينتون. وأضافت أن النائب الديموقراطي عن ولاية نيوجيرسي دونالد باين الذي أعلن عن دعمه أوباما ليل الجمعة - السبت كان من أنصار كلينتون سابقاً. كما حظي أوباما بدعم عضو اللجنة الديموقراطية المركزية في ولاية كاليفورنيا أد أسبينوزا والنائب عن ولاية أوريغون بيتر دي فازيو ورئيس الاتحاد الوطني للموظفين الحكوميين جون غايج. وفي المحصلة, نال أوباما دعم عشرة مندوبين كبار منذ فوزه الكبير في كارولينا الشمالية الثلثاء الماضي وخسارته المشرّفة في انديانا. وذكر محللون أن فوز أوباما بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في مواجهة كلينتون صار وشيكاً. حتى ان محطة"ايه بي سي"التلفزيونية أعلنت ان أوباما يتمتع للمرة الأولى بدعم عدد أكبر من"المندوبين الكبار"مقارنة بكلينتون 267 في مقابل 266, علماً ان لهؤلاء المندوبين حرية اختيار مرشحهم. وحتى وقت قصير, كان هذا الخزان من"المندوبين الكبار"المؤشر الوحيد الذي لا يظهر تقدّم أوباما, في حين انه فاز خلال أربعة اشهر من الانتخابات التمهيدية في عدد أكبر من الولايات وبعدد أكبر من المندوبين المنتخبين فيها وبالقسم الأكبر من التصويت الشعبي, فضلاً عن تقدّمه على كلينتون على صعيد جمع الأموال. ولزمت الشخصيات النافذة في الحزب الصمت, وفي مقدمها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد ونائب الرئيس السابق آل غور, كأنهم أرادوا تفادي إعلان انتهاء المعركة. وقالت بيلوسي:"مع استمرار الانتخابات التمهيدية سيبرز فائز, وسأدلي برأيي". في المقابل, بدا جون ادواردز, المرشح السابق الذي أعلن انسحابه نهاية كانون الثاني يناير الماضي أكثر غموضاً. لكن لمح الى أنه صوّت الثلثاء لمصلحة أوباما. وأوضح:"فلنعتبر ان باراك سيفوز, لأن الأمور تسلك هذا الاتجاه". ووجهت صحيفة"نيويورك تايمز"، التي كانت أول مطبوعة كبيرة تعلن دعمها لكلينتون، تحذيراً شديداً:"إذا واصلت كلينتون الدفع بترشيحها في إطار حملة سلبية لها أثر عنصري مزعج, فإنها ترتكب خطأ فظيعاً في حق نفسها وحق حزبها والبلاد". الى ذلك، كشفت صحيفة"واشنطن بوست"أن روب مالي، أحد مستشاري أوباما لشؤون الشرق الأوسط، استقال من منصبه بعد تسرّب معلومات عن عقده لقاءات عدة مع مسؤولين في حركة"حماس". ونقلت"واشنطن بوست"عن مالي قوله أنه اتخذ هذه الخطوة لئلا يكون مصدر إلهاء للحملة بعد الهجمات التي تعرّض لها من مدونات شخصية على شبكة الانترنت طوال الشهور الماضية، وتتهمه بأنه معاد لإسرائيل، مشدداً على رفض هذه التهمة. وقال طومي فيتور الناطق باسم أوباما إن"مالي زوّد الحملة، كالمئات من الخبراء، بنصائح غير رسمية". وأوضح أن مالي، المستشار السابق لمجلس الأمن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون العضو الحالي في"مجموعات الأزمات الدولية"،"لا يلعب أي دور رسمي في الحملة ولن يلعب أي دور مستقبلي". وكان مالي كتب في أحد تقاريره الصادرة عن مجموعات الأزمات الدولية أنه سيجتمع إلى مسؤولين من"حماس"وإسرائيليين وأميركيين وأوروبيين وفلسطينيين. ولفت إلى أنه أبلغ وزارة الخارجية قبل اجتماعه بمسؤولين من"حماس"، قبل أن يعلمها بنتيجة اتصالاته هذه. وشدد في تقريره"من أجل القيام بعملي، علي أن ألتقي مع الأشخاص المرغوب فيهم وغير المرغوب فيهم". على صعيد آخر، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن أوباما وكلينتون يتقدمان على المرشح الجمهوري السيناتور عن أريزونا جون ماكين في الانتخابات الرئاسية العامة. وأجرت صحيفة"لوس أنجليس تايمز"بالاشتراك مع مؤسسة"بلومبرغ"استطلاعاً أفضى الى أن نقطة الضعف الرئيسة لدى ماكين هي الاقتصاد. كما كشفت النتائج أن الناخبين الذين يعتبرون الاقتصاد أحد أهم أسباب اختيارهم، يفضّلون مرشحاً ديموقراطياً في هذا المجال.