أنهت أسواق العملات والأسهم الأسبوع أمس على تراجع الأسهم اليابانية والأوروبية وكذلك تراجع الدولار أمام العملات الرئيسة بعد ارتفاعه في بحر الأسبوع، إثر صدور بيانات من وزارة العمل الأميركية أظهرت انخفاض عدد الوظائف 80 ألفاً في آذار مارس الماضي، للشهر الثالث على التوالي، في أكبر انخفاض شهري منذ خمسة أعوام. وكان خبراء الاقتصاد توقعوا انخفاض الوظائف بمقدار 60 ألفاً. وعدّلت وزارة العمل بيانات أول شهرين من العام الجاري ليصبح عدد الوظائف المفقودة 152 ألفاً، بدلاً من التقدير السابق البالغ 85 ألفاً. وقفز معدل البطالة الأميركي من 4.8 في المئة الشهر السابق إلى 5.1 في المئة ليسجل أعلى مستوى منذ أيلول سبتمبر عام 2005. إلى ذلك، اظهر تقرير لمجلس الاحتياط الفيدرالي المصرف المركزي الأميركي ان مصارف الاستثمار الأميركية الكبرى لجأت إلى سحب تسهيلات قروض يومية من نافذته بلغت 38.1 بليون دولار في الأسبوع الماضي، مرتفعة من 32.9 بليون في الأسبوع السابق. وانخفض الدولار أمام العملات الرئيسة، فارتفع اليورو 0.4 في المئة الى 1.5744 دولار، لكنه ظل بعيداً من المستوى القياسي الذي سجله في آذار الماضي حين بلغ 1.59 دولار، وتراجع الدولار إلى 101.89 ين. وفي سوق المعادن، انخفض سعر الذهب في أوروبا قليلاً في بداية المعاملات أمس، ففتح على 910.50-902.40 دولار للأونصة مقارنة ب903.40-904.20 دولار في أواخر المعاملات في نيويورك أول من أمس، لكنه عاد فارتفع مع هبوط الدولار بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية. وانخفض سعر الفضة قليلاً الى 17.32-17.37 دولار للأونصة من 17.36-17.41 دولار في أواخر المعاملات الأميركية. وتراجع البلاتين الى 1975-1995 دولاراً للأونصة، من 1985-1995 دولاراً. وارتفعت الاسهم الاوروبية في بداية المعاملات أمس، بعد ان ارتفع سهم بنك"يو بي إس"السويسري بنسبة 3.5 في المئة بفعل أنباء أفادت بأن رئيسه التنفيذي السابق يسعى إلى اعادة هيكلة نشاطه. وارتفعت أسهم القطاع المالي، وارتفع سهم بنك"بي إن بي باريبا"الفرنسي بنسبة واحد في المئة وبنك"أونيكريديت"الإيطالي بنسبة 1.1 في المئة. وارتفع مؤشر"يوروفرست 300"لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 0.4 في المئة الى 1317.69 نقطة، لكنه عاد فتراجع بعد صدور بيانات البطالة الأميركية إلى 1312.94 نقطة. وفي طوكيو، أغلقت الأسهم اليابانية على تراجع، فهبط مؤشر"نيكاي"الرئيس 0.72 في المئة مع إقبال المستثمرين على البيع لجني الارباح بعد ارتفاع السوق لثلاثة أيام متتالية. وانخفضت أسهم شركات السيارات مثل"هوندا موتور"بسبب تخفيض شركات وساطة مالية تصنيفاتها لها. وتراجعت أسهم شركة"نيبون ستيل"وشركات أخرى في قطاع صناعة الصلب بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج. وانخفض مؤشر"نيكاي"القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 96.68 نقطة، أي بنسبة 0.72 في المئة، الى 13293.22 نقطة. وتراجع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 0.8 في المئة الى 1288.94 نقطة. منطقة اليورو في هذه الأثناء، دافع وزراء المال في"منطقة اليورو"عن الأداء الاقتصادي للمنطقة بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو وأبدى قلقه من التضخم واضطرابات أسعار الصرف. ولدى وصولهم للقاء محافظي المصارف المركزية في بردو، بالقرب من العاصمة السلوفينية، تحدث بعض الوزراء بنبرة متفائلة قبيل اجتماع"مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى"المقرر في 11 نيسان ابريل الجاري المخصص لبحث اضطرابات أسواق المال العالمية. وأفاد وزير المال الألماني بير شتاينبروك ان"البيانات الاقتصادية الأوروبية تختلف من دولة الى أخرى، لكن في شكل عام التنمية الأوروبية ما زالت إيجابية نسبياً". وأشار إلى ان"الوضع لا يشبه الركود الذي يعتقد الكثيرون ان الاقتصاد الأميركي بلغه بالفعل". وأضاف حول أزمة أسواق المال التي امتدت إلى خارج الولاياتالمتحدة ان"الوضع سيئ"وأن"الولاياتالمتحدة تسعى إلى تحسين الرقابة على الأسواق، وهو ما تقوم به أوروبا منذ بعض الوقت. وسيشغلنا هذا الأمر طوال عام 2008، لكن لا داعي للهستيريا". وعقّب عليه وزير المال السلوفيني بقوله:"هناك تباطؤ في النمو على مستوى العالم، لكن الاقتصاد الحقيقي لم يتضرر بالشدة التي توقعها بعض المحللين"، وأضاف ان"قوة الاقتصاد الأوروبي ما زالت قائمة". واجتمع وزراء مال دول"منطقة اليورو"15 دولة أمس وانضم إليهم وزراء ومحافظو مصارف مركزية من دول الاتحاد الأوروبي، وعددها 27 دولة.