تعرض جمعية التشكيليين العراقيين في بغداد، أعمال 55 فنانة تشكيلية عراقية من اجيال عدة، سعياً الى تأكيد وجود فن نسائي عريق يتحدى كل وجوه الحصار. ويضم معرض"تشكيليات عراقيات"اعمال فنانات من مراحل تاريخية عدة في مقدمهن الرائدات، الراحلة نزيهة سليم، ومديحة عمر ووداد الاورفلي. وحرصت ادارة المعرض على مراعاة التسلسل التاريخي، فوضعت اعمال هذه الاسماء في صدر قاعة المعرض. وقال الناقد التشكيلي صلاح عباس ان كثافة المشاركة في المعرض تجعله خطوة مهمة على طريق الفن التشكيلي النسوي في العراق. ويضيف ان اللوحات المعروضة تمثل"مداعبات للحياة المحاصرة بالدمار والى تنوع اساليبها واتفاق مضامينها". وتراوحت الاعمال المعروضة بين استلهام المعاناة الانسانية من مآس وحزن في عدد من اللوحات، وتوظيفها بطريقة مدهشة، والاهتمام الذهني لعدد كبير من الفنانات في استلهام روح بغداد القديمة والفولكلور العراقي. وتعتبر لوحة الفنانة العراقية الرائدة وداد الاورفلي 85 سنة واحدة من أبرز الاعمال التي ضمها المعرض، وهي تعبق بالروح البغدادية والازقة القديمة لمدينة تعلقت بها كثيراً واحبتها. واهتمت الاورفلي التي كانت تملك قاعة للعرض تحمل اسمها في شارع الاميرات في منطقة المنصور تعرضت للتخريب والدمار، بالتراث العربي. وبدا ذلك واضحاً في اكثر من معرض اقامته في بغداد كان آخرها"منمنمات في التراث العربي"في 1980. وأقامت الاورفلي التي اكملت دراستها مدة اربع سنوات في معهد الفنون الجميلة في بغداد، معارض عدة في بون في 1964 ونيويورك 1966 ولندن 1969 والاردن 1969 و1979. وفي المعرض ايضاً، لوحة للفنانة العراقية الراحلة ليلى العطار التي قضت عندما قصفت الطائرات الاميركية منزلها في 1993. وتؤكد اللوحة التي رسمتها العطار قبل وفاتها بأعوام عدة وتظهر فيها سلسلة من الاشجار تخفي خلفها عاشقين اثنين، الاهتمام الاستثنائي الذي اولته للمرأة الحاضرة في كل اعمالها.