توقع خبراء عالميون أن تتحول برامج الرعاية الصحية الخاصة إلى سوق سريعة النمو مستقبلاً، عالمياً واقليمياً. وأكدوا في معرض ومؤتمر"الشرق الأوسط للأدوية والتقنية الحيوية لعام 2008"، الذي عقد في دبي وشارك فيه اكثر من 100 شركة من 25 دولة وكان للصين فيه أكبر جناح ضمّ 25 شركة، أن فرص نمو هذا القطاع في الشرق الأوسط ربما كانت افضل من مثيلاتها في مناطق العالم الأخرى، بسبب مرونة الدين الإسلامي تجاه هذا النوع من القضايا التي يحتدم النقاش فيها بين الدين والعلم. وتتوقع الإحصاءات ان تتجاوز مبيعات الأدوية عالمياً 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2020. ويقدر حجم سوق الدواء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الى جانب إيران، ب12 بليون دولار، ويسجل نمواً سنوياً بنسبة 10 في المئة. وأفادت الخبيرة في أخلاقيات علم الأدوية الحيوية وتطوير الأعمال، كولين ليونز، ان مرونة الاسلام تجاه التقنيات الجديدة تمنح منطقة الشرق الأوسط إمكان الريادة التنافسية في قطاع العلاج الحيوي العالمي المتسارع النمو، في الوقت الذي تسيطر فيه خلافات حادة في الغرب بين الدين والعلم حول الاتجاه الذي يجب ان يسلكه العلماء في هذا المجال. وأشارت إلى ان"الأخلاقيات الحيوية في الإسلام تتقبل بصورة واسعة التقنيات الجديدة من خلال التأكيد على الوقاية والحض على وجوب علاج المرضى باحترام". وأضافت انه يمكن لمنطقة الشرق الأوسط ودبي تحديداً من خلال مشروع"مجمّع التقنيات الحيوية"دبيوتيك، ان تساهم في تقديم المساعدة في سبيل تحقيق العديد من الأهداف الصحّية على مستوى العالم. وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة"بوريل آند كومباني"ستيفن بوريل، ان الصين هي واحدة من الدول القليلة في العالم التي تستثمر في التقنية الحيوية بقوة، الى جانب الاتحاد الأوروبي والهند وماليزيا واليابان وكوريا وسنغافورة والإمارات والكويت. ورأى ان منطقة الخليج العربي تمتلك الإمكانات اللازمة للعب دور مهم في قطاع التقنية الحيوية نتيجة المشاريع الكثيرة في المنطقة، مثل"دبيوتيك"ومشروع"المدينة الطبية"قرب مسقط في سلطنة عُمان، الذي تنفذه"شركة مجان للتطوير"و?"بيت الاستثمار الخليجي"، باستثمارات تتجاوز بليون دولار، و?"المركز الطبي"في الدوحة بكلفة 3 بلايين دولار ومشروع"كليفلاند كلينيكس"الذي تنفذه"مبادلة"و?"الدار"العقارية في أبو ظبي، وبعد إفتتاح شركات دوائية عالمية مثل"فايزر"و?"كواليفار - جيفرير"و?"جنرال الكتريك هيلثكير"و?"نيوبردج فارماسيوتيكالز"، مقرات لها في المنطقة. وأشار بوريل الى ان 30 إلى 60 في المئة من مطالبات التأمين الصحّي للأفراد في الولاياتالمتحدة تتعلق بأخطار صحّية قابلة للتعديل من خلال تغيير نظام التغذية وتمارين الرياضة وتقليل التوتر. وأوضح ان تكلفة الرعاية الصحّية مدى الحياة للمدخّن مثلاً تقدر بحوالى 220 ألف دولار، أي ما يعادل 40 دولاراً لكل علبة سجائر دخنها".