"معجم الميثولوجيا الكلاسيكية اليونانية والرومانية"هو عنوان الكتاب الذي وضعه الباحث والمترجم العراقي كاظم سعد الدين، وصدر عن"دار المأمون للترجمة والنشر"، إحدى مؤسسات وزارة الثقافة. وقد اعتمد الباحث في جمع مادة"معجمه"على المصادر المعروفة باللغة الإنكليزية، متبعاً في تصنيفها التعريف الذي يذهب الى ان الأسطورة حكاية تراثية"تشمل أشخاصاً وأحداثاً خارقة، أو فوق طبيعية، ويقوم بتلك الأحداث الآلهة القديمة، أو أبطال خارقون من البشر وغيرهم من الكائنات". ويحدد الأسطورة، من الناحية الفنية، بكونها"قصة تقليدية من عالم غير موجود وزمن غير معروف لمؤلف مجهول... أبطالها خياليون، من إنسان وحيوان وأرواح ومخلوقات فوق طبيعة"، وهي في تعريفها هذا، يضيف الباحث، إنما تفسر"نشأة الأعراف والمعتقدات والظواهر الطبيعية ومعانيها...". ويقسم الأساطير الى نوعين، فهناك"الأساطير التفسيرية أو التعليلية"التي يحددها في ما ترصد من ممارسات، وحرف، أو تعين من أدوات استعملت فيها. ثم"الأساطير التبريرية"التي تتضمن"التفسير العقلي لعادات شعب من الشعوب ومعتقداته وشعائره". ومع تأكيده أن"الأساطير تعكس التاريخ"يشير الى أنها قد تلتبس"بالخرافات وحكايات الجان، والخوارق"، وإن كان بعض الباحثين يذهب الى"أن الأسطورة تروي تاريخاً دينياً، أو ظاهرة أدبية أو نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية"، معللاً وجودها في مجتمع من المجتمعات في طريقتين، الأولى، طريقة النشوء الخيالي المستقل، والثانية طريقة الانتشار في مجتمعات مختلفة. ويتخذ مثلاً على هذه الأخيرة من أسطورة الطوفان، وكذلك أسطورة قتل التنين، التي يدعوها ب"الأساطير المهاجرة"التي كان للرحلات والحركات التجارية أثر في انتقالها بين أمم وشعوب مختلفة وإن أعاد تكوّن أسطورة ما وخصائصها، الى طبيعة المجتمعات التي أنتجت تلك الأساطير وأنشأتها. فهي، بحسبه، تعكس خصائص التفكير في المجتمع. ويتوقف عند الأساطير اليونانية والرومانية - التي يعنى بها معجمه - لكونها"أساطير ومخلوقات خارقة تتصرف تصرف البشر في الحب والغيرة والحقد والانتقام والمؤامرات والقتل والطمع والخطف والاغتصاب والخيانة والتقمص والتحول من حال الى حال وصولاً الى الغاية المرجوة، أو هرباً من موقف حرج، ومنها ما تحولت الى أشجار أو زهور أو حيوانات أو صخور أو نجوم، ومنها مخلوقات مركبة، كالثور المجنح والإنسان العقرب والإنسان السمكة. واعتمد مصنف هذا المعجم تدوين الأسماء والكلمات وما يقابلها بالانكليزية ولفظها اليوناني وشرحها ومعناها، فحصر ما يزيد على ألف وأربعمائة منها.