صدر حديثاً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "مأزق الامبراطورية الأميركية" للباحث فنسان الغريّب. يقدم المؤلِّف في الكتاب تحليلاً شاملاً للموضوع، بدءاً من مقاربة نظرية، تليها إطلالة تاريخية على تطور مشروع الهيمنة الأحادية الأميركية، ثم يقوم بتحليل أزمة النظام الرأسمالي، ومأزق الاقتصاد الأميركي، وارتباط السياسة الخارجية الأميركية بالأزمة ? المأزق المتمثلة بهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، وما نتج من هذا الترابط العضوي بين هذين المتغيرين: المأزق الاقتصادي والسياسة الخارجية، من دفع باتجاه اعتماد الاستراتيجية الأميركية التوسعية الجديدة كمحاولة للخروج من هذا المأزق المتمثل أساساً بتضخم العجز لدى الولاياتالمتحدة وتبعيتها المالية للخارج، وأزمة التراكم المفرط في رأس المال. ما يؤكده المؤلِّف في تحديد هذا الكتاب هو إثبات أن السياسات الخارجية الأميركية المتبعة ليست سوى مظهر من مظاهر أزمة النظام الرأسمالي الدولي، وردٍّ عنيف على المأزق الاقتصادي الأميركي، الذي دفع المحافظين الجدد باتجاه اعتماد السياسات الخارجية التوسعية هرباً من الأزمات الداخلية وحفاظاً على الموقع الأميركي الأحادي المهيمن راهناً. وما يطرحه المؤلِّف في الكتاب هو السؤال ? الجواب عن نتائج هذه السياسات على الامبراطورية الأميركية التي بدأت تنزلق نحو فخ التمدد المفرط، الذي سيُفقد هذه الامبراطورية موقعها المهيمن دولياً كي تنهار، كما انهار قبلها الاتحاد السوفياتي، إذ ذاك سيكون هذا الانهيار مدوياً.