اتهم وجهاء وشيوخ عشائر في بعقوبة القوات الأميركية باتباع معايير مزدوجة في التعامل مع الوضع الأمني في المدينة حيث سيطرت ميليشيا سنّية موالية لها على غالبية مناطقها وأحيائها، في حين تواصل اعتقال عناصر في"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. واعتبر الشيخ عبدالله سالم الحميداوي أحد شيوخ عشيرة الحميدات في ديالى في اتصال مع"الحياة"أن"عمليات الاعتقال التي تنفذها القوات المحتلة في حق أبناء المحافظة بدعوى الانتماء الى جيش المهدي في بلدروز وخان بني سعد والمقدادية، تهدف الى استقدام عناصر التشكيلات المسلحة الجديدة، وبالتالي الابقاء على الوضع الأمني المتردي في بعقوبة واثارة الخلافات المذهبية والعرقية فيها". وأشار الى أن"الاعتقالات لا تتم وفق الاصول والقوانين المتعارف عليها بل هي ناجمة عن تهم كيدية من عملاء للقوات الأميركية. كما أن غالبية المعتقلين تنتمي الى عائلات نزحت الى بلدروز هرباً من ارهاب القاعدة". وأضاف الشيخ عساف السعدي أن"تهمة الانتماء الى جيش المهدي أصبحت شبيهة بالانتماء الى حزب الدعوة ابان حكم الرئيس الراحل صدام حسين"، داعياً القوات العراقية الى تولي"الحملات الامنية في الأقضية والنواحي بدلاً من القوات الاميركية التي تسعى الى استفزازها بشتى الاساليب والطرق، فضلاً عن جهلها بأعراف العشائر العربية وتقاليدها". يأتي ذلك فيما انتقد مصدر أمني في شدة إطلاق معتقلين بتهم الارهاب، واعتبر أن تحقيقات غير دقيقة وفاقدة للاصول القانونية قادت الى اطلاق بعض المعتقلين. وأضاف أن أعداداً كبيرة أُفرج عنها بعد يوم أو يومين من اعتقالها بذريعة عدم ثبوت الأدلة الكافية بالتّهم المنسوبة إليها. وقال ل"الحياة"هذا المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن"الوضع الأمني في ديالى أصبح هشاً بعد السماح لمقاتلين ينتمون الى تشكيلات مسلحة كانت في الماضي موالية للقاعدة، بالسيطرة والتحكم ببعض المناطق على رغم وجود مجالس للصحوة". وحذّر من"مغبة عودة الاحتقان الطائفي والاغتيالات والخطف بعد تمكين ميليشيا سلحتها القوات الأميركية من السيطرة على مناطق تقطنها غالبية شيعية". وكانت"اللجان الشعبية"في المقدادية تسلمت رسمياً مناطق بزايز بلور وأحياء في ناحية خان بني سعد وقرى تابعة لبلدة المقدادية، من القوات الاميركية بعد انتماء عناصرها الى أجهزة الأمن في ديالى.