سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل لا تعتزم التزام الهدنة علناً لكنها ستتمسك بمعادلة "الهدوء في مقابل الهدوء" . "حماس" لفصائل المقاومة : التهدئة استراحة محارب ونحتفظ بحق الرد على أي عدوان في الضفة
أبلغ وفد من حركة "حماس" مصر موافقته على بدء تهدئة مع الإسرائيليين "في غزة أولاً وفتح المعابر الستة وإطلاق خطة لتبادل الأسرى الذين سبق أن حددتهم حماس في كشف للأسماء في مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت". وقالت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"إن"مصر نجحت في تحقيق الخطة الشاملة المتكاملة للتوصل إلى تهدئة وفتح المعابر، وتلقت تأكيدات من إسرائيل على أن الخطة ستشمل الضفة في خطوة مقبلة". وكان رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان عقد اجتماعاً أمس مع القياديين في"حماس"الدكتور محمود الزهار وسعيد صيام للبحث في موقف الحركة النهائي من الخطة التي وضعتها مصر للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل وقف العدوان وفك الحصار على الشعب الفلسطيني وتحريك الجمود في عملية السلام. وقال مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني المقال الدكتور أحمد يوسف ل"الحياة"إن وفد الحركة"حمل في لقائه مع الوزير سليمان موافقة حماس على العرض المصري بتحقيق تهدئة مع الإسرائيليين في قطاع غزة أولا، على أن يتم نقلها إلى الضفة، فضلا عن بحث قضية تبادل الأسرى ومطالب الحركة لإطلاق شاليت، وأيضا سبل فك الحصار عن القطاع"، مشيراً إلى أن"سليمان سيحمل هذه الملفات إلى الإسرائيليين في لقاء قريب". واشار يوسف الى المرونة التي أبدتها الحركة مع الاقتراح المصري وقبولها بتهدئة في غزة أولاً، وتوقع أن تبادر مصر إلى فتح المعبر من جانب واحد"إذا ما أصرت إسرائيل على تعنتها وأفشلت جهود التهدئة"، وقال:"استمرار غلق المعبر سيؤثر سلباً على صورة مصر ويزيد الاحتقان بسبب المعاناة التي اشتدت في القطاع، ولمسنا تعاطفاً مصرياً مع الوضع الإنساني الصعب في غزة واستعداداً لبناء تفاهمات في العلاقة المصرية - الفلسطينية تتفهم رؤيتنا لكل الملفات السياسية والاقتصادية". واضاف:"لا نستطيع أن نتفهم استمرار غلق المعبر على رغم مرونتنا، وأبلغنا المصريين بهذا الموقف. وننتظر فتحه". وعن موقف"حماس"من عدم شمولية التهدئة، وإذا ما أقدمت إسرائيل على أي اعتداءات في الضفة، قال يوسف:"لن تقوم تهدئة إذا استمر العدوان في الضفة، ولن تكون مضمونة في غزة لأن شعبنا شعب واحد"، مضيفا:"إذا استمرت إسرائيل على مكابرتها فالتهدئة ستفشل، فلو أعلنت التهدئة في غزة فلتعلم أن المقاومة لن تسكت عن أي جرائم في الضفة، أما سبل الرد فنحتفظ بها"، وقال:"لو سلمنا أن التهدئة تحققت في القطاع، فإن عدم انسحابها على الضفة يعني قتلها، لأن ذلك يدل على أن الاحتلال غير معني بالتهدئة". وعما إذا كانت"حماس"اقترحت آلية محددة لنقل التهدئة من غزة إلى الضفة، قال يوسف:"الحديث يدور عن أسابيع عدة أو اشهر قليلة، لكن إذا ما أعلنت التهدئة اليوم وقتلت إسرائيل بعض رجال المقاومة في الضفة أو داهمت أو ارتكبت أي عدوان، فلن تكون هناك تهدئة في غزة" ورداً على سؤال هل"حماس"قادرة على إقناع بقية فصائل المقاومة في غزة بالتهدئة، أجاب:"ستسعى الحركة الى اقناع الفصائل، فالتهدئة باتت مصلحة وطنية عليا تقتضي أن تتفق الفصائل عليها لأنها ستكون بمثابة استراحة محارب وفرصة لإعادة النظر في حسابات كل فريق للإطلاع إلى أين يمكن أن تصل بنا". وقال انه في"ظل تآمر دولي وتواطؤ إقليمي واحتلال يرتكب المجازر ويجوع الشعب المحاصر، يجب أن نتعامل بمنطق يخفف من هذا الحصار ونتعامل بذكاء وحنكة لتفكيك حال الضغوط التي نواجه بها، والآن نرى التهدئة ستحقق مصلحة عليا لشعبنا لرفع الحصار وتمثل فرصة لالتقاط الأنفاس وخلق ظروف أفضل لجهود التسوية السياسية التي تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967". وقال يوسف:"إذا كنا معنيين بالتهدئة لرفع الحصار وتوفير أجواء أفضل لجهود التسوية السياسية، فالإسرائيليون أيضا معنيون بها أكثر منا، فهم يواجهون شعبا يحرص على الشهادة من أجل الحياة، وكل مواجهة مع المحتل الإسرائيلي ستكون بها خسائر لنا، لكن هناك أيضا خسائر في صفوفهم، وهم يعلمون ذلك جيدا". الموقف الإسرائيلي وفي اسرائيل، نقلت صحيفة"هآرتس"العبرية عن اوساط سياسية وأمنية إسرائيلية أن إسرائيل لا تعتزم الالتزام علناً بالمبادرة المصرية للتهدئة. وأضافت أنه في حال ردت"حماس"بالايجاب على هذه المبادرة وأوقفت إطلاق النار من قطاع غزة، فإن إسرائيل سترد خلال أيام بتكرار موقفها القائل إن"الهدوء في مقابل الهدوء"، وستمتنع عن أي نشاط عسكري هجومي في القطاع في حال توقف فعلاً إطلاق الصواريخ على النقب جنوب إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن شروط إسرائيل للتوصل إلى تهدئة في القطاع تشمل وقفاً تاماً للعمليات الفلسطينية المسلحة وإطلاق قذائف"القسام"من جانب"حماس"وسائر الفصائل الفلسطينية التي تنشط في القطاع، كما تطالب بأن تتوقف"حماس"عن تهريب الأسلحة الى القطاع. وترفض إسرائيل أن يسري مفعول التهدئة على الضفة الغربية"حيث سيواصل الجيش تنفيذ عمليات اعتقال ناشطين إرهابيين". وزادت ان إسرائيل ستختبر عن كثب ولفترة معينة استتباب الهدوء، وفي حال تحقق ذلك فإنها ستعيد النظر في اتخاذ خطوات في اتجاه تخفيف الحصار الاقتصادي الذي تفرضه على القطاع.