إحتفالاً بپ"الأسبوع العالمي للأصم" من 20 إلى 27 نيسان/ ابريل الجاري, أطلقت"جمعية الإختصاصيين في العلاج اللغوي" Orthophonistes Society in Lebanon في لبنان مجموعة نشاطات تركز على توعية المدارس بطرق اكتشاف حالات الصمم بين تلامذتها. ووزع أعضاء الجمعية المؤلفة من 120 اختصاصياً في ذلك النوع من العلاج, منشورات للتوعية على المدارس، وكذلك عقدوا سلسلة محاضرات شارك فيها أطفال ممن فقدوا القدرة على السمع، والذين سردوا تجاربهم الشخصية مع الصمم وتبعاته النفسية والاجتماعية عليهم. ولأن"الانتباه المبكر لمشاكل السمع عند الأطفال هو الغاية"كما أوضحت رئيسة الجمعية جويل صوايا، اختارت الجمعية أن تنصبّ حملتها لهذه السنة على توعية المدرسين، في حلقات استضافتها المدارس والمراكز المتخصصة بمساعدة أصحاب الإعاقات والطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويعتمد هذا العمل في المقام الأول على تبيان أهمية الكشف المبكر عن مشاكل السمع من قبل طبيب الأطفال أو الاختصاصيين المعنيين, ثم تعليم الطفل سُبل التأقلم مع وضعه والتواصل مع أهله ورفاقه ومجتمعه. وأشارت رئيسة الجمعية إلى أن"هدف الحملة هو توعية الأهل على كيفية التواصل مع مشكلة الصمم والتعامل معها، وكذلك تزويد المجتمع بمعلومات تساعده على فهم كيفية دمج الطفل الأصمّ مع أقرانه, خصوصاً أن الصُمّ في إمكانهم متابعة تحصيل علومهم كالباقين، مع بعض التعديلات تربوياً وأكاديمياً". وتناول الاختصاصي في طب الأطفال فادي شمس الدين مؤشرات الصمم فأشار الى أن اكتشاف مشاكل السمع يمكن أن يجري في الشهور الأولى من العمر. وقال:"الطفل الذي يعاني من نقص في السمع لا يدير رأسه إلى مصدر الصوت عندما نناديه، كما إنه لا يتوقف عند إصدار الأصوات... إضافة إلى تأخر نمو اللغة وصعوبة لفظ الأحرف الرفيعة واضطراب نوعية الصوت وخامته... ومن المهم ملاحظة تلك الأمور منذ الشهور الأولى ووصولاً الى عمر ثلاث سنوات، إذ يتيح ذلك فرصة للتدخل في صورة فاعلة". وتحدث عن الأشياء التي يمكن أن يلاحظها الأهل في أطفالهم وتكون بمثابة إنذار بوجود مشكلة في السمع. ونصح شمس الدين الأهل بأخذ أطفالهم لزيارة الطبيب عند ملاحظتهم بعض السلوكيات التي تشير الى تلك المشكلة"مثل الشعور بالذعر عند دخول شخص جديد إلى الغرفة وإمكان ظهور بعض الانعزالية والعصبية والعدائية عند الطفل وصعوبة متابعة الحوار في مجموعة وفهمه وصعوبة استيعاب شرح المعلمة في الصف". وأضاف أن الصمم ينقسم الى نوعين أساسيين. يُسمى الأول"الصمم الانتقالي"، وينجم عن إصابة الأذن الخارجية أو الوسطى. ويُطلق على الثاني اسم"الصمم الإدراكي" أو الحسي، ويحدث عند إصابة الأذن الداخلية. وعزا شمس الدين نشوء الصمم إلى بعض الأمراض التي تصيب الأم والطفل في فترتي الحمل والولادة، كالتهاب السحايا والعوامل الوراثية والجينية والأدوية التي تضر الأذن، وحدوث تشوهات أو إصابات في ذلك العضو، موضحاً أن بعض حالات الصمم يمكن أن تبقى مجهولة السبب. "يمكن للأصم أن يتوصل إلى اكتساب الكلام لكنه يحتاج إلى مساعدة مكثفة". بتلك الكلمات أشارت اختصاصية النطق ياسمين درويش إلى دور اختصاصي اللغة في وضع البرنامج المناسب الذي يساعد الطفل على التمرّس في قراءة الشفاه، وكذلك تدريبه على استعمال ما تبقى من سمعه"إضافة الى استعمال اللغة المحكية بالتمتمة. وأضافت أن جلسات تقويم النطق للطفل الأصم تعتمد على التربية المبكرة والتدريب على السمع والتدريب على قراءة الشفاه وإعادة تأهيل اللفظ والكلام وتطوير اللغة المحكية والمكتوبة وإعادة تأهيل الصوت وإدخال الإشارات عند الحاجة وغيرها. وأكدت أن علاج النطق ينمي التواصل عند الأطفال مهما كانت الوسائل المعتمدة. ولفتت إلى أن ما يساعد على إعطاء نتيجة أفضل هو التنسيق بين اختيار سماعات ملائمة ووضعها بانتظام والتدريب المكثف على السمع والنطق. وتوضح:"ترفع سماعة الأذن مستوى الأصوات المحيطة وأصوات المتكلمين إلى درجة تمكن الأذن المصابة من إدراكها. ويجدر تجهيز الطفل الأصم بالسماعات باكراً وتحفيزه على استعمالها بانتظام لمساعدة الدماغ على استقبال الأصوات وتحليلها وإدراكها". وراهناً، بلغت تكنولوجيا السمع درجة متطورة جداً, لذا يمكن أن يكون الكشف المبكر عن الصمم بمثابة تجدد الأمل لجميع الأطفال الصم بأن يستعيدوا الكلام ويندمجوا مع أنفسهم أولاً ثم مع مجتمعهم. للمزيد من المعلومات، يمكن مراجعة الموقع الشبكي"جمعية الاختصاصيين في العلاج اللغوي"في لبنان orthophonistes.net