دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى بدء حوار بين الأطراف اللبنانية في 18 و19 نيسان إبريل الجاري قبل عقد جلسة مجلس النواب يوم 22 من الشهر نفسه، حتى التوافق قبل الجلسة. وقال إنه إذا لم يحدث هذا التوافق فإنه سيدعو إلى استمرار الحوار الى ما بعد موعد الجلسة ذاتها. وشدد على ضرورة الحوار اللبناني- اللبناني"حتى تخرج المبادرة العربية في شأن أزمة لبنان من النفق المسدود الذي وصلت إليه". وشدد على ضرورة أن يكون هناك توافق لبناني داخلي"يستند إلى المبادرة العربية التي تحظى بإجماع عربي، مؤكداً في رده على الصحافيين بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، أنه لم يحمل رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد للرئيس مبارك، ومشيراً إلى أنه وضع الرئيس مبارك في أجواء اللقاءات التي عقدها أخيراً في دمشق، خصوصاً أن سورية أكدت له في هذه اللقاءات التزامها نتائج الحوار اللبناني? اللبناني. وحيا بري مصر رئيساً وحكومة وشعباً"على الجهد الكبير الذي تبذله القيادة المصرية بقيادة الرئيس مبارك لحل الأزمة في لبنان"، مؤكداً أن هذا الاهتمام"ليس غريباً على مصر ويعبر عن عاطفة كبرى من الشقيقة الكبرى تجاه شقيقتها الصغرى". ووصف لقاءه بالرئيس مبارك بأنه"كان حميمياً وصريحاً وطويلاًَ، وقال إنه وجد كل التشجيع من الرئيس مبارك لاستمرار العمل من أجل التوصل إلى حل للوضع اللبناني، مشيراً إلى أن هذا الحل لا يملكه وحده كرئيس لمجلس النواب"ولكنه بيد المجموعة اللبنانية". وقال بري:"إن لقاءه الرئيس مبارك"ركز في شكل أساسي على الوضع في لبنان وتطرق إلى مجمل الهم العربي الكبير الذي يؤثر بدوره في الوضع اللبناني مثل الشأن الفلسطيني وما يحدث في قطاع غزة وكذلك الخلاف الفلسطيني ومناقشة الوضع العراقي". وأضاف أن جولته الحالية"على الدول الفاعلة وعلى رأسها مصر تأتي نظراً الى تأزم الوضع في لبنان الذي يُعد استقراره ضرورة ليس للبنانيين فقط، بل لكل عربي وكل مسلم ومسيحي"، مؤكداً أن مصر والسعودية وسورية"تستطيع مساعدة لبنان"ولكن ليست بديلة من اللبنانيين. وأضاف أنه يدعو الى جلسات مجلس النواب المخصصة لانتخاب الرئيس، والتي وصل عددها الى 17، إلا أنه لا يملك إجبار النواب على المشاركة في الجلسات. ورأى أن"الكل في لبنان عائلة واحدة، هناك مطالب للمعارضة وأيضاً للموالاة لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار". وحول موقفه من حكومة السنيورة التي يعترف بشرعيتها القادة العرب، قال بري إن القادة العرب"يعترفون بهذه الحكومة التي يجب التعامل معها كي لا يكون هناك فراغ بالمطلق في لبنان وأنني أتعامل معها لأنها حكومة موجودة حتى الآن كأمر واقع". وحول إمكان تأجيل الحوار ليعقب انتخاب رئيس الجمهورية، قال بري:"إذا تم التوصل لانتخاب رئيس الجمهورية فإننا قد لا نحتاج إلى الحوار"، معتبراً أنه عندما يدعو إلى الحوار يكون"حكماً، وأنه عندما يجلس الى طاولة الحوار يكون محاوراً". وحول ما يقال عن إعاقة سورية انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، قال بري:"الأزمة اللبنانية لها اعتبارات كثيرة منها العلاقات السورية - السعودية والصراع الفلسطيني? الإسرائيلي، إضافة إلى المعطيات الإقليمية مثل ما تفعله إسرائيل وعلى سبيل المثال مناوراتها الأخيرة التي نعتبر أحد أهدافها الانتقام من الانتصار اللبناني الأخير عليها، وكذلك الاعتبار الأميركي الذي يهمه في المقام الأول ميزان الحرارة في بغداد". وحول دعوة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إلى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الأزمة اللبنانية، قال بري:"لا مجال الآن لنجاح هذه الدعوة وهذا الاجتماع خصوصاً أنه يأتي بعد قمة عربية لم يشارك فيها لبنان وأن الدعوة الى عقد هذا الاجتماع هدفها بحث العلاقات السورية ? اللبنانية وفي رأيي أن هذا الموضوع في حاجة إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وليس الى إعادة النظر". وأضاف أن لبنان"بعيد من شبح الحرب الأهلية لأنه يوجد اتفاق بين كل القيادات على عدم إيقاظ الفتنة مرة أخرى، مشيراًَ إلى أن"الوحدة الوطنية هي أهم وسائل المقاومة". وأجرى بري محادثات منفصلة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي صرح بأن محادثاته مع بري"اتسمت بالدفء والصراحة". وقال إنه استمع إلى أفكاره ووعده بدراستها للبدء في خطوات في اتجاه تحقيق الانفراج في لبنان. وأكد أبو الغيط أن الاتصالات المصرية - السعودية والمصرية - الأردنية واللبنانية وكل"الاتصالات المصرية تبحث في الوضع العربي بصفة عامة، وكل هذا الجهد ينصب على التوصل إلى وضع عربي يحدث إنفراجاً في العلاقات العربية العربية، والهدف شحذ همة الأمة في اتجاه الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وتحقيق انفراج في المسألة اللبنانية، والتوصل الى فهم مشترك لكل الأجواء المحيطة بنا". وعن إمكان التوصل إلى حل لأزمة الاستحقاق الرئاسي في الثاني والعشرين من نيسان، أوضح أبو الغيط أن"من الصعب الحديث اليوم وفي خلال تسعة أيام من حسم المسألة"، مؤكداً أن الأزمة اللبنانية"تحتاج إلى المزيد من العمل الجاد والمشاورات والمواقف الإيجابية". ونفى أبو الغيط علمه بمشروع عقد قمة من أجل لبنان في المستقبل القريب، وقال إن"العمل العربي والمصري سيستمر وسنرى كيفية تحقيق المصالح العربية بصفة عامة".