حذّر رئيس بلدية خان يونس، ثاني أكبر مدن قطاع غزة امس، من "تسونامي مجاري" في المدينة جراء نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات ونظام الصرف الصحي في المدينة، في وقت نفى فيه قيادي في حركة"حماس"ان تكون مصر زودت القطاع بأي كميات من الوقود. ودعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري ورئيس بلدية خان يونس فايز ابو شمالة الرئيس محمود عباس الى التدخل العاجل لفك الحصار الاسرائيلي المحكم على قطاع غزة. وطالبا في مؤتمر صحافي عقداه قرب معبر"صوفاه"شمال شرقي مدينة رفح جنوب القطاع أمس، الرئيس عباس بحكم علاقاته"تفعيل إمكاناته واستخدام صلاحياته للضغط على الاحتلال لكسر الحصار كمقدمة لجسر الخلافات والفُرقة الداخلية". وقال الخضري إن"عدم سماح سلطات الاحتلال الاسرائيلي بإدخال الوقود الى القطاع يقرّبنا أكثر من الكارثة، خصوصاً في حال توقفت محطة توليد الطاقة عن العمل في الأيام القليلة المقبلة". وأضاف ان"على العالم أن يدرك ان إسرائيل تخلق أزمة داخل أزمة، فهي خلقت أزمة الوقود داخل أزمة الحصار الشامل على القطاع، وأزمة الوقود إحدى مظاهر الحصار الذي يجب أن يُفكّ في شكل كامل". ودعا الرؤساء والملوك والزعماء الى اتخاذ خطوات عملية وفاعلة ووضع الآليات المناسبة لكسر الحصار. من جهته، حذر ابو شمالة من"تسونامي مجاري في مدينة خان يونس جراء تجمّع مياه الصرف الصحي وسط المدينة"، مشدداً على ان"هناك خطراً على حياة آلاف الناس في حال عدم حل المشكلة قريباً". وقال ان"خدمات البلدية كافة أصيبت بالشلل التام، خصوصاً سيارات النفايات الصلبة والصرف الصحي"، مضيفاً ان"الاحتلال يمنع أيضاًَ دخول المواد اللازمة لمكافحة البعوض في المدينة، الأمر الذي يشكل خطراً على حياة المواطنين وانتشار الأوبئة في صفوفهم". الأزمة ليست افتعالا من جانبه، اعتبر الناطق باسم"حماس"سامي أبو زهري ان ادعاء اسرائيل بأن"حماس"تفتعل ازمة وقود في غزة،"محاولة اسرائيلية للتستّر على جرائم الحصار". وأضاف:"ان الأزمة لم تعد تخفى على أحد، ولا مجال لإخفائها أمام كاميرات التلفزة التي تغطي صور المعاناة الفلسطينية اليومية بسبب الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة". وكانت اسرائيل قررت إغلاق معبر"ناحال عوز"المخصص لتوريد الوقود الى القطاع من قبل شركة"دور آلون"الاسرائيلية المتعاقدة مع السلطة الفلسطينية لبيع الأراضي الفلسطينية الوقود، علما ان اسرائيل قلّصت منذ مطلع العام كميات الوقود المباعة الى القطاع الى نحو 30 في المئة من حاجاته من السولار، ونحو 6 في المئة من حاجاته من البنزين، فيما واصلت إمداده بنحو مليوني ليتر من الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في القطاع، ونحو 200 طن من الغاز المنزلي. انعكاسات نفاد الوقود وجراء نفاد وقود السولار والبنزين من القطاع، توقف نحو 90 في المئة من السيارات العمومية الأجرة والخصوصية عن العمل في القطاع. واختفت معظم السيارات من شوارع القطاع باستثناء مئات من السيارات التي تعمل محركاتها على الغاز المنزلي، وهي مهددة بالتوقف عن العمل في غضون أيام بسبب رفض اسرائيل توريد الغاز الى القطاع وبقية المحروقات منذ الخميس الماضي في أعقاب العملية الفدائية في معبر"ناحل عوز"التي قُتل فيها عاملان اسرائيليان. في الوقت نفسه، اضطر الاف الفلسطينيين الى السيّر على أقدامهم كيلومترات عدة يومياً ذهاباً الى أعمالهم أو مقاعد الدراسة وإياباً منها. ولم يتمكن مئات المدرّسين والمعلّمين وأساتذة الجامعات من الوصول الى المدارس او الجامعات التي يعملون فيها بسبب أزمة المواصلات. وبدت شوارع القطاع شبه خالية من السيارات وكأن إضراباً يعمّ المنطقة. وتحلّى بعض الفلسطينيين بروح رياضية، ورأى في الأمر رياضة مفيدة، محاولاً التخفيف عن نفسه وعن الآخرين تحت شعار ان"رياضة المشي مفيدة للصحة والقلب والشرايين". في غضون ذلك، حذّرت نقابة المعلمين في القطاع من أن العملية التعليمية التي توقف نحو 50 في المئة منها، مهددة بالتوقف التّام في الأيام القليلة المقبلة في حال استمرت أزمة الوقود. وناشدت النقابة الأممالمتحدة و"منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم"يونيسكو التدخل الفوري لوقف الحصار على القطاع وإمداده بالوقود كي يستمر العام الدراسي الحالي الذي لم يتبق على نهايته سوى شهر واحد، باستثناء الثانوية العامة"التوجيهي". إلى ذلك، نفى القيادي في"حماس"أيمن طه صحة أنباء مفادها ان مصر زوّدت القطاع ملايين الليترات من الوقود. واعتبر ان هذه الاشاعات"تندرج في إطار محاولات البعض ان تتخلى مصر عن دورها، وإظهار الوضع وكأنه لا يوجد حصار على القطاع، وأن الحديث عن المعاناة لا يعبّر عن الواقع". ورأى في ذلك"أمراً خطيراً جداً ولا يغير من واقع المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء هذا الحصار الظالم"، مضيفا:"أننا على أبواب كارثة إنسانية".