ندد تيار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر ب "الحصار" الذي يفرضه الجيش الاميركي على مدينة الصدر شرق بغداد وهدد مجدداً بالغاء الهدنة التي اعلنها في آب اغسطس 2007. ويأتي هذا التصريح بعد مقتل 10 أشخاص في غارات اميركية على مدينة الصدر التي أعلنت السلطات ابقاء الحصار على المنطقة حتى غداً السبت، بعدما تراجعت حدة القتال فيها بعد 4 ايام من الاشتباكات التي قتل فيها نحو 90 شخصا. وقال مسؤول التيار الصدري في مدينة الصدر سلمان الفريجي:"اليوم تجري محاصرة ثلاثة ملايين في مدينة الصدر، وهم ممنوعون من الخروج وجلب الطعام والمؤن". واضاف"ان السكان مستهدفون باستمرار من قبل قناصة اميركيين وغارات جوية". ولفت الى"مقتل عدد كبير من المدنيين، بينهم نساء واطفال، كما حدثت عمليات توقيف تعسفية". وتابع"اني اسأل رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا تحاصرون مدينة الصدر؟". وقال الفريجي في لهجة تهديد"نحن نطيع اوامر مقتدى الصدر، لكن اذا تواصلت اعمال العنف ضد العراقيين فإن الهدنة ستلغى بالتأكيد"، في اشارة الى وقف اطلاق النار من جانب واحد اعلنه"جيش المهدي"الميليشيا التابعة للتيار الصدري والساري منذ نهاية آب 2007. وقتل 10 اشخاص على الاقل وأصيب 10 في غارتين لمروحيات اميركية على مدينة الصدر، حيث تتواصل الاشتباكات المتقطعة لليوم الخامس بين"جيش المهدي"من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى. وقال مصدر عسكري ان طائرات أميركية شنت غارتين صباح الخميس على مدينة الصدر أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 10 بجروح. وأضاف ان"اربعة اشخاص على الاقل قتلوا وأصيب حوالي ستة بجروح جراء قصف مروحية تابعة للجيش الاميركي في مدينة الصدر ليل الاربعاء/الخميس استهدف منزلا قرب مسجد آل البيت وسط المدينة". وقتل اكثر من 20 شخصا واصيب نحو 70 بجروح خلال اشتباكات متقطعة وقعت الاربعاء بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وعناصر"جيش المهدي"من جهة اخرى. وقررت قيادة عمليات بغداد الاربعاء رفع حظر التجول عن المركبات في مدينة الصدر ابتداء من يوم غدٍ السبت ورفع حظر التجول عن مدينة الشعلة شمال بغداد ابتداء من اليوم الجمعة. وكانت السلطات العراقية فرضت حظر التجول على عموم بغداد في 28 اذار مارس بسبب المعارك ورفع الحظر في بغداد بعد ثلاثة ايام، لكنه بقي ساريا في مدينتي الصدر والشعلة، بسبب استمرار المواجهات، على الرغم من دعوة الصدر لأنصاره الى الغاء مظاهر التسلح. وبدت شوارع مدينة الصدر أهدأ مقارنة مع الايام الاربعة الماضية. وشكا سكان من الارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية وتراكم القمامة وعدم القدرة على مغادرة بيوتهم. وقال رعد الحميري، وهو من سكان مدينة الصدر"الموقف أهدأ. اننا نسمع اطلاق نار متقطع وتحلق طائرات اميركية فوقنا لكن الجيش العراقي ليس في الشوارع مثل ايام". واضاف"بعض المتاجر فتحت ابوابها. الناس يشترون ما يحتاجون اليه ثم تغلق المتاجر مرة اخرى". وللمرة الاولى منذ أيام أعلنت السفارة الاميركية ان المنطقة الخضراء، التي تضم السفارات الأجنبية والمؤسسات الرسمية العراقية، لم تتعرض لقصف بالصواريخ أو قذائف الهاون. وقتل أكثر من 12 جنديا اميركيا في بغداد منذ الاحد، معظمهم في مدينة الصدر. وكان الجيش الأميركي أعلن مقتل جنديين اميركيين بعبوات متفجرة الاربعاء في حادثين منفصلين في العراق، الأول بانفجار قنبلة لدى مرور آليته في شمال شرقي بغداد والثاني في ظروف مشابهة في محافظة صلاح الدين وسط شمالي العراق. وبذلك يرتفع الى 4030 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ بداية العمليات الاميركية في آذار 2003. وتواصلت في هذه الاثناء اعمال العنف في مناطق اخرى، ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص واصابة اخرين. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان"شخصين احدهما رجل شرطة قتلا واصيب اربعة، بينهم ثلاثة من الشرطة، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في شارع الشيخ عمر، وسط بغداد". وفي كركوك 255 كلم شمال بغداد اعلن النقيب محمود الجبوري من الشرطة"مقتل شقيقين واصابة والدتهما بجروح في هجوم مسلح استهدف عائلة في بلدة الحويجة 50 كلم غرب كركوك". وفي هجوم آخر، قتل شخصان بينهم عسكري في هجوم شنه مسلحون مجهولون في بلدة الطوز 75 كلم جنوبكركوك. وفي العمارة 365 كلم جنوببغداد اعلن الملازم الاول علي حسين من الشرطة"مقتل شخصين بينهم جندي عراقي، في هجومين منفصلين من قبل مسلحين وسط المدينةوجنوبها". وفي الحلة 100 كلم جنوببغداد اعلن الملازم علي الخفاجي من الشرطة ان مسلحين مجهولين"خطفوا الطبيب محمد الطائي لدى توجهه الى عمله صباح الخميس وسط المدينة". وفي النعمانية جنوببغداد قالت الشرطة ان قوات اميركية وعراقية داهمت مكتبا للصدر في البلدة وضبطت اسلحة وفرضت حظر التجول.