فيما يحاول مجموعة من الشباب العمل على نشر أداء الصلاة في الأماكن العامة عبر تسخير مصليات متنقلة في مركبات كبيرة، ويساندهم بعض الباحثين الذين يرون أن مساجد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف غير كافية، تنتقد الوزارة مثل هذه الخطوة، باعتبارها تعمل على هجر المساجد، وأنها لم تحصل على المرجعية الشرعية والإدارية. وقال الشاب عبدالله العجلان: «خطوة المسجد المتنقل مناسبة لنا كشباب وهي من باب الدعوة إلى الصلاة والتعاون على العمل الصالح، إذ إن بعض الشباب يجدون صعوبة في الذهاب لأداء الصلاة في المساجد البعيدة، ولكن مع هذه الخطوة سهلت لهم الذهاب للمسجد». بينما أشار المواطن مشعل السبعان إلى أن منظر الشباب وهم يصطفون على جانب الطريق لأداء الصلاة، وتلك المساجد المتنقلة قد يكون فيه دعوة للمشاركة الإيمانية، خصوصاً للأجانب من غير المسلمين. في المقابل، ذكر أحمد العامري أن في مثل هذه المصليات شيئاً من التبذير، «وأنها وإن كانت مبادرة جملية، إلا أن ازدحام الشوارع قد يكون له أثر في التضييق على المارة، خصوصاً أن الشوارع ممتلئة بالمساجد». من جانبه، أوضح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري أن ما يقوم به بعض المحتسبين باستخدام سيارات بمسمى المصلى المتنقل من أجل استقطاب بعض الشباب شيء غريب، وقال: «أتساءل عن الجهة التي صرحت لهم بعمل ذلك، فنحن ببلد مسلم والمساجد بحمد الله كثيرة، فلا أعلم ما القصد منه، لأن المفروض أن يوجه الناس للصلاة في بيوت الله، وعدم هجرها، فهذا هو الأصل، ولا بد لمن يقوموا بهذا العمل أن يكون لهم مرجعية شرعية من هيئة كبار العلماء، ومرجعية إدارية من حيث الإذن، ونحن بالوزارة لم يسبق لنا إعطاء تصريح لهؤلاء المحتسبين». فيما قال الباحث الدكتور عبدالله الجفن: «أحب أن أطمئن القائمين على شؤون المساجد بالوزارة بأنهم سيرون ثمار ما يعمله هؤلاء الشباب المحتسبون، فنحن وإن كنا نشكرها على دعمها للمساجد، ولكنهم لا يعلمون بأن مساجدهم لا تتعدى صفاً أو صفين فقط، وبالمصليات المتنقلة سيرون كيف ستملأ بالشباب، ما يجعلها تدعمنا فيما بعد، فيجب علينا أن نشد من أزر هؤلاء المحتسبين لا التضييق عليهم، بمطالبتهم بالتصاريح للقيام بالدعوة إلى الله».