في احتفال احتضنته جمعية "البيت العراقي" في مدينة لاهاي الهولندية، وقّع الموسيقي العراقي حميد البصري كتابه "مئة أغنية - نصوص ونوتات" وهو مجلد ضخم استغرق إعداده ربع قرن ويضم مئة نص غنائي، والى جوار كل نص لحنه المدون عن طريق النوتة. يقول رئيس اللجنة الوطنية للموسيقى في مصر مدحت عاصم في المقدمة التي كتبها للكتاب:"تهتم بعض البلدان بالتراث الموسيقي وتنشئ له المراكز المتخصصة والمعاهد والمكتبات حتى يصبح تراث كل دولة هو النبع الصافي الذي يغترف منه فنانونا ليصنعوا فن المستقبل الجديد المتطور، غير منفصل عن الماضي وأصالته بل يصبح نمواً له وامتداداً سليماً، غير أن العراق الذي يعيش حروباً طويلة يتعرض تراثه الموسيقي إلى الإهمال والتحريف والسرقة أيضاً من دون إن يشير احد إلى ذلك، لهذا فأن صدور كتاب الموسيقار حميد البصري جاء كإشارة كبيرة ومهمة ليلقي الضوء على هذا الإهمال الذي قد يعرض التراث الموسيقي العراقي إلى الضياع". ولعل الحافز المباشر الذي دفع حميد البصري إلى البدء بمشروعه الموسيقي ما نشهده من نزوع لدى فرق الهواة وطلاب الموسيقى إلى عزف الأغاني اعتماداً على السمع فقط ما يعرض الأغنية إلى خطر التلاعب بالأوزان والأنغام، إلى حد تغيب فيه في بعض الأحيان الملامح الأساسية والخصائص المحلية للأغنية وموسيقاها. اعتمد البصري في تدوين أغاني الكتاب على مصادر عدة منها التسجيلات الإذاعية والتسجيلات الخاصة والاسطوانات القديمة وحفظة الأغاني من قدماء الموسيقيين المحترفين. كما كتب كلمات الأغاني تحت النوتة الموسيقية لتسهيل قراءتها، فجاءت كما تغنى وليس كما تعزف، على رغم أن الفارق ليس كبيراً بين الطريقتين، ورتب الأغاني بحسب إيقاعاتها لتسهيل قراءتها. إضافة الى الكتاب فللموسيقار العراقي عدد من الكتب الموسيقية مثل قراءة وكتابة الموسيقى العربية، وكتاب تمارين لآلة القانون، وكتاب تاريخ وتذوق الموسيقى العربية. أما مؤلفاته الموسيقية فقد بلغت 1025 قطعة للاوركسترا وموسيقى فيلم"سيمفونية اللون"وموسيقى وأغاني فيلم الكرتون"حي بن يقظان"، وله بحوث عدّة وشارك في عدد كبير من الورش الموسيقية في بلدان عربية وغربية.