حمّلت ايرانالولاياتالمتحدة مسؤولية عدم عقد المباحثات بشأن العراق في بغداد أمس "رداً على إلغاء طهران اجتماعاً مماثلاً الشهر الماضي ونتيجة نجاح زيارة الرئيس الايراني الى بغداد"، فيما نفى الجانب الأميركي علمه بموعد المحادثات معرباً عن"مفاجأته"بالأنباء التي تحدثت عن عقدها الخميس. واعتبرت اوساط ايرانية مطلعة ان إلغاء اللقاء الثلاثي بين ايران واميركا والعراق للبحث في الموضوع العراقي أمس جاء من جانب الطرف الاميركي"رداً على إلغاء طهران اجتماعاً مماثلاً من طرف واحد كان يفترض ان يعقد في 15 شباط فبراير الماضي". واستبعدت هذه الاوساط ان يكون السبب في الغاء هذا اللقاء الانشغال بالزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى العراق وعدم وجود الوقت الكافي لترتيب مكان اللقاء وزمانه، كما صرح بذلك المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، ولفتت الى ان"هذا التصرف الاميركي سببه غضب واشنطن من نجاح زيارة نجاد الى بغداد والاستقبال الحافل الذي رافقها". وأفادت هذه الاوساط بأن الوفد الايراني"كان يحمل الى اللقاء مشروعاً محدداً للمساعدة في إعادة الأمن الى العراق"كان ينوي عرضه في الاجتماع الثلاثي على مستوى الخبراء، لكن"تراجع الطرف الاميركي عن الالتزام بالموعد المقرر فوّت الفرصة امام عرض المشروع". ووصفت"الانسحاب"الاميركي من الاجتماع بأنه"ضياع وتخبط واضح وعدم قدرة على اتخاذ قرار". وقالت هذه الاوساط ان استعداد الوفد الايراني للمشاركة في هذا اللقاء الثلاثي"كشف كذب الاتهامات الاميركية ضد ايران بأنها تساهم في زعزعة الامن في العراق". واضافت ان"اتضاح الدور الايجابي والمؤثر لايران في العملية السياسية واعادة الاعمار في العراق احرج الجانب الاميركي الذي لم يعد يملك الرد المناسب امام الرأي العام الاميركي حول اتهاماته الكاذبة التي يطلقها ضد طهران". وابلغ مصدر في السفارة الايرانية في بغداد"الحياة"ان"الوفد الايراني غادر بغداد اليوم امس بعد ان تبلغ عدم اكتمال الاستعدادات اللازمة لعقد المباحثات"، مرجحاً ان يكون الجانب الاميركي السبب وراء تأجيل الاجتماع، واضاف ان"تحديد الموعد الجديد للاجتماع قد يستغرق اكثر من شهر". وكان وفد ايراني برئاسة رضا اميري مقدم وصل اول من امس الى بغداد، وقال مقدم للصحافيين ان"الوفد جاء ليجري الجولة الرابعة من المباحثات مع الجانب الاميركي الخميس"موضحاً ان الاجتماع سيكون على مستوى الخبراء. وكانت المتحدثة باسم السفارة الاميركية في بغداد ميرمبي ناتنغو قالت ل"الحياة"ان"الجانب الاميركي لم يتلق اي اشعار عن موعد عقد الجولة الجديدة من المباحثات مع الايرانيين اليوم امس"مشيرة الى"اننا فوجئنا بالانباء التي تحدثت عن موعد اجراء هذه المباحثات الخميس". واضافت ناتنغو ان"عملية تنسيق موعد المباحثات يتم من خلال الحكومة العراقية، التي يقع على عاقتها مهمة تحديد مكان المباحثات وزمانها"لافتة الى ان"الحكومة العراقية لم تبلغنا بموعد عقد المباحثات مع الجانب الايراني". ونفت نانتغو الاتهامات التي وجهت الى الجانب الاميركي بعرقلة المباحثات، مشيرة الى ان"الجانب الاميركي على استعداد لعقد مثل هذه الجولات كونها تصب في مصلحة الوضع الأمني في العراق". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان"الحكومة كانت منشغلة بزيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى العراق ولم يكن هناك وقت لتحديد تاريخ المحادثات"مؤكداً انه"لم يحدد موعد للمحادثات اليوم أمس". وكانت وكالة الانباء الطلابية الايرانية أعلنت الأربعاء ان وفدا ايرانيا بقيادة رضا اميري مقدم وصل الى بغداد للمشاركة في المحادثات، لكن الخارجية الاميركية اعلنت في اليوم نفسه ان ليس بوسعها تأكيد اجراء جولة رابعة من المحادثات الخميس. وعقدت الولاياتالمتحدةوايران ثلاث جولات من المباحثات بشأن الوضع الامني في العراق، فيما ارجأت ايران مرارا استئناف المحادثات مع الولاياتالمتحدة. وفي 17 شباط فبراير اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني تأجيلها"لاسباب تقنية". وكان السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر التقى نظيره الايراني حسن كاظمي قمي في بغداد في 28 أيار مايو و24 تموز يوليو من العام الماضي. كما جرى لقاء ثالث على مستوى الخبراء في السادس من آب اغسطس الماضي تمخض عن تشكيل لجنة امنية ثلاثية عراقية اميركية ايرانية لم تدخل حيز التنفيذ. ويتبادل الطرفان الأميركي والايراني الاتهامات بشأن أسباب عدم الاستقرار في العراق. ولا تزال الولاياتالمتحدة تتهم ايران بزعزعة الاستقرار في العراق من خلال دعم الميليشيات العاملة في البلاد مادياً ومعنوياً وتزويد المسلحين بالعبوات الخارقة للدروع، فيما تلقي ايران باللوم على الوجود العسكري الاميركي في الاضطرابات وتقول انها تريد ان يسود الاستقرار والامن في البلد المجاور لها. وقال الرئيس الايراني محمود نجاد، خلال زيارته التاريخية للعراق الاحد الماضي ان"الوجود الاميركي في البلاد أمر غير مرغوب به من الشعب العراقي وعلى القوات الاميركية الخروج من البلاد في اسرع وقت".