تبرأ الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر من قياديين بارزيْن في تياره، واعتبرهما خارجيْن عن نهجه، فيما تباينت ردود فعل المقربين اليه من القضية التي اعتبرت انشقاقاً جديداً عن التيار. الى ذلك، طالب مؤيدون للصدر القوات الأميركية باطلاق مسؤوليْن في تياره، هما وكيل وزارة الصحة حكم الزاملي، وقائد قوات الأمن في الوزارة اللواء حميد الشمري اللذان برأتهما المحكمة من تهمة الفساد والمشاركة في أعمال العنف. وجاء في بيان للصدر: تلقت"الحياة"نسخة منه:"أتبرأ من أعمال أحمد الشريفي وعدنان الشحماني ومكاتبهما السياسية". وأضاف:"ان مثل هؤلاء غلبت عليهم الشهوات الدنيوية ورغباتهم واختاروا طريق الباطل تاركين الحق منفصلين عن مكتب السيد الشهيد". وافادت مصادر داخل التيار الصدري ان انشقاقات كثيرة حصلت داخله، بعد إعلانه تجميد"جيش المهدي"ستة اشهر وجدد القرار منذ ثلاثة أسابيع. واعتبر بعض المنشقين القرار"خضوعاً لإرادة الحكومة والقوات الاميركية والامتناع عن الدفاع عن النفس، خصوصاً ان ابناء التيار الصدري يتعرضون يومياً للاعتقال". وقللت أسماء الموسوي، عضو الهيئة السياسية في التيار، من اهمية الانشقاقات الجديدة، وقالت في اتصال مع"الحياة"إن"أعضاء الكتلة لديهم آراء ووجهات نظر، ربما يعتبرها البعض انشقاقاً". واكدت أن"الشحماني انشأ تجمعاً أو حزباً وهذا حق طبيعي له، شرط أن لا يكون تابعاً للتيار الصدري، لأن التيار ذو فكر وعقيدة بعيدين كل البعد عن تشكيل الأحزاب، ومن هنا يحق لكل شخص تشكيل ما يريد لكن لا يكون على حساب الخط أو الفكر الصدري". الى ذلك، اعتبر النائب عن تيار الصدر صالح العكيلي ان"الانشقاقات جاءت من اطراف لم تستفد من التغيير الجديد، والمنشقين يهدفون الى تحقيق مكاسب مادية على حساب شعبية التيار". وقال إن"مكتب الصدر والهيئة السياسية للتيار تعاملتا بجدية وبشكل لا يقبل اللبس مع قضية احمد الشريفي الذي اعلن في آب اغسطس الماضي انه في صدد تشكيل مجلس سياسي جديد لإدارة شؤون التيار، وكذلك مع اعلان الشيخ عدنان الشحماني في أواخر تشرين الأول اكتوبر الماضي انشاء التجمع العراقي الوطني". غير أن أحد النواب السابقين في الكتلة الصدرية رأى ان الانشقاقات والتكتلات السياسية داخل التيار"تطور طبيعي، لأن هناك عناصر عملت على تشويه سمعته، وبالتالي فإن ظهور اطراف داخله تحاول لملمة حال التشتت وعدم المركزية الحالية للتيار الصدري امر متوقع واننا نرحب بأي تكتل جديد يسعى الى العمل السياسي الحقيقي الجاد لإخراج البلاد من ازمتها". واضاف:"نأمل ان تؤدي التطورات الجديدة داخل التيار الصدري الى تهدئة الأوضاع في محافظات الفرات الاوسط والجنوب وان تعمل على كبح جماح الميليشيات هناك".