نفت كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تصريحات للنائب أحمد الشريفي العضو السابق في المكتب السياسي للتيار الصدري، أكد فيها تلقيه تعليمات من زعيم التيار بمقاطعة العملية السياسية وسحب التأييد والدعم لحكومة نوري المالكي، فيما أشار قيادي في التيار الى نيته ملاحقة الشريفي قضائياً. وقال النائب عن الكتلة فلاح شنشل ل"الحياة"إن"نواب الكتلة فوجئوا بالمؤتمر الصحافي الذي عقده الشريفي السبت، وأعلن فيه الانسحاب من العملية السياسية". وأضاف:"بعدما اتصلنا بقيادة التيار في النجف، أكدت لنا أن هذا الشخص لا يمثل إلا نفسه"، لافتاً الى أن"الشريفي كان مرشحاً ضمن قائمة الائتلاف العراقي في الانتخابات الاخيرة، وتبين لاحقاً أنه مشمول بقانون اجتثاث البعث إذ كان قيادياً في حزب البعث المنحل، وسحب ترشيحه من الائتلاف وطرد من التيار الصدري والمكتب السياسي". واتهم شنشل الشريفي وجماعته ب"محاولة تنفيذ أجندات اقليمية لإسقاط حكومة المالكي التي تتعرض الى ضغوط بعد انسحاب جبهة التوافق من الحكومة ومقاطعة القائمة العراقية". واشار الى ان"المكتب السياسي للتيار الصدري سيرفع دعوى قضائية ضد أحمد الشريفي والمرتبطين به لانتحاله صفة عضو في الهيئة السياسية للتيار وممارسة الكذب والتلفيق وزرع الفتنة والانشقاق". وأكد النائب"استمرار مشاركة الكتلة الصدرية في العملية السياسية ودعمها حكومة المالكي"، وقال:"نعمل على اجهاض كل المخططات الخارجية التي تريد اسقاط الحكومة وافشال العملية السياسية برمتها". وكان الشريفي الذي عرّف عن نفسه بأنه قيادي في التيار الصدري وعضو مكتبه السياسي، أعلن خلال مؤتمر صحافي في بغداد"مقاطعة الكتلة الصدرية العملية السياسية وسحب التأييد والدعم للسلطتين التشريعية والتنفيذية". وأضاف أنه"لم يعد لدينا تمثيل في السلطتين التشريعية والتنفيذية"، واعتبر أن"الكتلة الصدرية التي يفترض أنها تمثل ارادة الشعب العراقي في البرلمان لم تعد تمثل ذلك، وأن من يمثل التيار هم أبناؤه الشرفاء الذين يقفون مع مظلومية الشعب". وأشار الشريفي الى أن سبب المقاطعة يعود الى"فشل حكومة المالكي في تحقيق الامن والاستقرار في البلاد وعدم سحب القوات الاميركية". واتهم نواب"الكتلة الصدرية"بأن"الطمع يحركهم، وأنهم استغلوا بساطة الشعب العراقي، فراحوا يتلاعبون بمصالحه". وأكد الشريفي"تشكيل مجلس سياسي جديد سيدير شؤون التيار الصدري". في المقابل، قال احمد الشيباني المساعد الرئيسي للصدر في اتصال هاتفي مع"الحياة"إن"الشريفي لا يمثل مكتب الصدر أو الخط الصدري وسنرفع دعوة قضائية لانتحال تمثيله للخط الصدري وتلفيقه تعليمات عن زعيم التيار مقتدى الصدر". ورأى عضو اللجنة السياسية في التيار الشيخ عبد المهدي المطيري أن"الكتلة الصدرية ما زالت الممثل السياسي التشريعي في العملية السياسية، وأنها تدرس رفع دعوة قضائية ضد الشريفي". وشدد على ان الانسحاب من العملية السياسية امر غير وارد، وعلى أن كلام الشريفي يأتي"في اطار عملية ابتزاز الحكومة العراقية، على رغم أن بعض الآراء التي عبر عنها تتفق مع توجهات مكتب الصدر". وجاءت تصريحات الشريفي بعد يوم على إعلان الناطق باسم القوات الأميركية العقيد جون كاستيلز توجه الصدر الى ايران. وأضاف كاستيلز أن"الصدر موجود الآن في ايران، وفقد سيطرته على جيش المهدي تقريباً"، مشيراً الى أن"هذا الجيش يعيش الآن مرحلة تخبط، فهو لا يتلقى من قائده تعليمات مباشرة وثمة شراذم فيه تعمل لوحدها وبمعزل عن حركة التيار الصدري". واعترف هذا المسؤول العسكري الاميركي بأن السلطات الاميركية تتعقب تحركات الصدر منذ شهور. وكان الصدر توارى عن الانظار بعد تطبيق الخطة الامنية في بغداد في شباط فبراير الماضي ثم ظهر في نهاية ايار مايو الماضي. وكانت الكتلة الصدرية 30 مقعداً سحبت وزراءها الستة من الحكومة على خلفية رفض رئيس الوزراء نوري المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق. كما تركت للمالكي حرية اختيار وزراء جدد"شرط ان يكونوا من المستقلين التكنوقراط".