حدد وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أربعة أهداف للمعركة العسكرية التي تعبّد الطريق أمام"العملية الكبرى"على قطاع غزة، وهي: وقف إطلاق صواريخ"القسام"على إسرائيل، ووضع حد لعمليات التهريب عبر معبر فيلادلفيا، وإضعاف سلطة"حماس"وإسقاطها، واستكمال الانفصال عن غزة. ولا شك في ان هذه الأهداف جدية ومهمة، ولكن إنجازها بالقوة العسكرية وحدها شبه مستحيل. فهل في وسع إسرائيل وقف إطلاق صواريخ"القسام"بالوسائل العسكرية، من طريق احتلال غزة كلها أو أجزاء منها، أو بتدمير شوارع غزة، أو تصفية قادة"حماس"، مع نسائهم وأولادهم، أو بتجويع الشعب؟ ولن يتوقف إطلاق الصواريخ، ولو نجحنا في هذه المهمة. وهل في وسع إسرائيل وقف التهريب من معبر فيلادلفيا؟ فالتهريب لم يتوقف يوم كانت هذه الطريق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. وهل تقدر إسرائيل على تقويض سلطة"حماس"وإطاحتها؟ هل يكون ذلك من طريق قصف الشعب الفلسطيني في غزة وتجويعه الى أن ينتخب قيادة بديلة من"حماس"؟ والحق أن ثمار الضغوط الإسرائيلية على الفلسطينيين لم تنعقد. بل أفضت الى نشوء"حماس"، وإحكامها قبضتها على غزة. وهل يفضي اغتيال قادة"حماس"الى القضاء عليها؟ وسبق أن اغتلنا الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وابن الزهار. ولكن"حماس"استمرت. وما نتيجة الكلام على استكمال الانفصال عن غزة؟ ألا يكفينا ما ترتب على هذه الخطوة الخاطئة؟ ويكاد يكون فصل غزة من إسرائيل والانفصال عنها مستحيلاً. وثمة صلة عضوية تربطنا بالفلسطينيين. فنحن نعيش على أرض واحدة. ولن يتغير هذا الواقع طالما بقينا، وبقي الفلسطينيون على قيد الحياة. ولن يكتب النجاح لمحاولات عزل غزة عن إسرائيل، ولو زودت مصر أهالي غزة بالطاقة والدواء والغذاء، ولو أغلقنا كل المعابر، وأنشأنا جدراناً ترتفع بضعة أمتار أو مئات الأمتار. فإنجاز الانفصال عن غزة هو رهن فصل هذا القطاع عن الكرة الأرضية، أو أن يحول الى جزيرة يبلغها قاصدوها من قناة السويس على الطريق الى المحيط الهندي. وإذا كانت رئاسة الأركان تسعى الى بلوغ هذه الأهداف، وجب علينا إرسال القادة العسكريين الى المصحات عوض تكليفهم شن الحرب. عن كوبي نيف،"معاريف"الإسرائيلية، 3/3/2008