علمت "الحياة" أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يفكر في عقد جلسة حوار بين الأكثرية والمعارضة في القاهرة، قبل موعد الجلسة النيابية المقررة في 11 آذار مارس الجاري، والمخصصة لانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وقالت مصادر واسعة الاطلاع أن موسى استمزج بعض القيادات اللبنانية بهذه الفكرة، بحيث يجري الإفادة من الوقت الفاصل حتى موعد الجلسة النيابية المقبلة، من أجل مواصلة الجهود لتنفيذ المبادرة العربية لتسوية الأزمة اللبنانية ومعالجة الخلاف على موضوعي حصص الفرقاء في حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب والضمانات لكل من الفريقين، بعد انتخاب العماد سليمان. وتردد أن مشاورات تجرى في شأن هذه الفكرة التي لم يُعرف ما إذا كانت تستهدف تجديد الاجتماع الرباعي بين موسى وزعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون عن المعارضة من جهة، وبين الرئيس السابق أمين الجميل وزعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري من جهة ثانية، علماً ان 4 جلسات ضمن الاجتماع الرباعي عقدت حتى الآن من دون التوصل الى اتفاق بين الجانبين. وعلمت"الحياة"انه يتم درس الصيغة التي ستُعتمد من أجل استئناف الحوار بين الأكثرية والمعارضة، في ظل جهود تتوازى مع المساعي من أجل انقاذ عقد القمة العربية في دمشق في 29 الجاري، بعدما ربط عدد من الدول حضوره القمة بانتخاب رئيسٍ للبنان، وتسهيل سورية لهذا الانتخاب، في وقت يتعذر توافق المعارضة والأكثرية على السلة التي يجب أن ترافق إنهاء الفراغ الرئاسي. راجع ص 7 و8 وعلى رغم طغيان العدوان الدموي الاسرائيلي على قطاع غزة على الوضع السياسي في لبنان، فإن السجال بين الأكثرية والمعارضة حول المسؤولية عن إفشال المبادرة العربية تواصل أمس، وأرسلت قوى الأكثرية وفداً نيابياً الى القاهرة لتقديم مذكرة الى اجتماع مجلس الوزراء الخارجية العرب الذي يعقد فيها غداً الأربعاء. واعتبرت المذكرة ان"مطالب المعارضة التعجيزية هدفها الإبقاء على الأمور على ما هي عليه"في لبنان. وحمّلت"النظام السوري مسؤولية تعطيل المؤسسات الدستورية"، مشيرة الى انه"لم يتخلَ عن أطماعه في ممارسة الوصاية على بلادنا". في المقابل انتقد العماد عون بعد اجتماع لكتلته النيابية تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التي حمّل فيها المعارضة مسؤولية إعاقة المبادرة العربية، فقال:"سنضمه الى قوى الموالاة في لبنان". وعلّق على اقتراح رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان يمثل لبنان في القمة العربية بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالقول:"ان الغياب عن القمة أفضل من التمثل بالحكومة". وكان السفراء العرب في لبنان التقوا أمس الرئيس بري وصرح عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير دولة الإمارات محمد سلطان السويدي بأن المبادرة العربية ما زالت مستمرة، ونقل عن بري تفاؤله بإمكان التوصل الى حلول. وكان موسى اتصل ببري أمس مرات، كما اتصل بغيره من قيادات الأكثرية والأقلية. وقال مدير مكتب موسى السفير هشام يوسف في تصريح تلفزيوني أمس ان موسى سيعرض تصوراً جديداً لتحريك المبادرة في اجتماع المجلس الوزاري العربي غداً.