رأى وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان سعر برميل النفط لن يتراجع إلى ما دون ستين أو سبعين دولاراً. وقال:"لقد اصبح ثمة خط لن تنخفض الأسعار إلى ما دونه. وإذا نظرتم إلى الكلفة الهامشية لإنتاج المحروقات البديلة من محروقات حيوية وغيرها، فاعتقد بأن السعر سيستقر بين ستين وسبعين دولاراً". وتابع النعيمي في حديث إلى نشرة"بتروستراتيجي"ينشر اليوم:"إذا أخذنا في الاعتبار كل الدعم المالي الذي يساهم في إنتاج برميل واحد من المحروقات الحيوية، اشك في ان تنجح أي جهة في كسب المال من هذا العمل بسعر اقل من ستين أو سبعين دولارا". ورفض النعيمي في حوار أجراه معه في الرياض الزميل بيار ترزيان اتخاذ أي موقف حول نتائج الاجتماع المقبل لپ"منظمة الدول المصدرة للنفط"أوبك بعد غد في فيينا. وقال ان"بعض الدول يقول إننا سنبقي على مستوى الإنتاج وآخر يقول إننا سنخفضه وهذه ليست سوى آراء". وأضاف:"ندرس المعلومات كما تقدم لنا وندرس المعطيات ونقرر على أساسها ومن التهور قول أي شئ قبل ان نفعل ذلك". واعتبر النعيمي ان السوق النفطية"بالغة التعقيد، ففيها عدد كبير من اللاعبين، من منتجين ومستهلكين، وعوامل جيوستراتيجية. ولكن هذه الصعوبات لا تعني أن السوق عصية على الإدارة، على رغم ما في ذلك من صعوبة". وزاد:"يقول البعض لدول أوبك زيدوا إنتاجكم، وإذا نظرنا إلى الأرقام التي أصبحت أكثر شفافية، نرى أنها لا تبرر طلباً مثل هذا". وأشار إلى"ان هناك من يدعي ان العالم سيشهد نضوب النفط في غضون سنتين، وأن القدرات الإنتاجية غير متوفرة. كل هذه ادعاءات. إن الوقائع مختلفة وهذا مهم. وفي مثل هذا الجو، تبرز إمكانات لتحقيق مكاسب مالية لمؤسسات مثل صناديق التحوط أو صناديق التقاعد التي تغتنم الفرصة لتحقيق مكاسب. وهذا عمل غير مشروع". ورداً على سؤال ان كانت السعودية تدرس توليد الطاقة النووية، قال النعيمي ان المملكة تسعى إلى ان تصبح"قطباً في البحوث المتعلقة بالطاقة الشمسية"، معتبراً أنها قد تكون الطاقة البديلة"المثالية"وخصوصاً في بلدان مثل المملكة. وقال ان المحروقات الحيوية تؤدي إلى"ارتفاع أسعار المواد الغذائية"وتسبب"زيادة في انبعاثات غاز الكربون"عند تحويل"الغابات إلى مناطق زراعية". وأكد النعيمي ان السعودية تعمل على برامج بحوث حول التقاط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، موضحاً ان"دولاً عدة مستعدة للتعاون"في إطاره. وأوضح ان المملكة ستتمتع في نهاية العام المقبل بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 12.5 مليون برميل يومياً مقابل نحو 11 مليوناً اليوم. وقال"عندما نصل إلى 12.5 مليون تكون لدينا قدرة غير مستخدمة تتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا". وأكد النعيمي"ان لا مبرر في الواقع لزيادة القدرة الإنتاجية في المستقبل وإن كانت الاحتياطات السعودية وهي الأكبر في العالم"قادرة على تأمين كميات إضافية". وتابع ان تقديرات الطلب العالمي على النفط في 2030 في تراجع مستمر. وقال:"في البداية كانت 130 مليون برميل يومياً ثم انخفضت الأرقام إلى 119 مليون برميل يومياً لنصل في نهاية الأمر إلى ما بين 106 و108 ملايين. هذه التقديرات تتحرك مع تحسين الآليات وإدخال المحروقات البديلة". وشدد النعيمي على ان"12.5 مليون برميل كافية جداً حالياً". إلا انه أوضح ان الثروة الباطنية للسعودية"لم تستكشف بالكامل"، مشيراً إلى ان المملكة تكثف البحث عن احتياطات إضافية. وتابع:"اعتقد بأنه يمكننا إضافة مئتي بليون برميل احتياطي". وأضاف ان هذه الاحتياطات الإضافية حتى إذا لم تستثمر، ستسمح خصوصاً"بطمأنة العالم وإفهامه أن الاحتياطات لن تنفد خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة كما يتوقع عدد من المنظرين".