تحوّل لقب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين الى الرجل "الأسعد حظاً" في أميركا، بعد التطورات الأخيرة في السباق إلى البيت الأبيض، وانقسام الديموقراطيين الحاد بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، لدرجة تفضيل ثلث ناخبي الأميركية الأولى سابقاً المرشح الجمهوري على سناتور إيلينويز في حال خروجها من السباق. وعلى رغم تعثرات ادارة الرئيس جورج بوش الجمهورية وتهاوي الاقتصاد الأميركي، تعطي الأرقام قفزة كبيرة لماكين لابقاء البيت الأبيض في يد الجمهوريين، خصوصاً في ظل عجز منافسية عن انهاء معركتهم الداخلية في أي وقت قريب. وأظهر استطلاع معهد"غالوب"الصادر أمس أن حوالى ثلث 28 في المئة مناصري سناتور نيويورك هيلاري كلينتون سينشقون عن الحزب الديموقراطي ويصوتون لماكين في الانتخابات العامة، في حال فاز أوباما بترشيح الحزب. ويقابل ذلك تخلي 19 في المئة من مناصري أوباما عن الولاء الحزبي، والتصويت للمرشح الجمهوري في حال فازت كلينتون باللقب. وتعكس هذه الأرقام الانقسام الحاد في صفوف الديموقراطيين وآثار الحملة الطويلة والسلبية التي يخوضها كل من أوباما وكلينتون، وهي بمثابة انذار لقيادة الحزب للاسراع نحو حل توافقي، أو اجماع على صيغة ضمنية تقرب وجهات النظر قبل موعد انعقاد المؤتمر الحزبي في آب أغسطس المقبل، واحتمالات تشرذم صفوف الديموقراطيين. وتوقعت كلينتون أمس أن تمتد المعركة مع أوباما على الأقل للأشهر الثلاثة المقبلة، ومع انتهاء تصويت معظم الولايات، وتحديداً بنسلفانيا وكنتاكي وانديانا وويست فيرجينيا، وتتطلع المرشحة الى تحقيق فوز بهامش جدي، وتقليص الفارق مع أوباما إلى أقل من 130 مندوباً، وهو ما عليه اليوم. كما استحضرت كلينتون اسم القس جيراميا رايت المرشد الروحي لأوباما، الذي أساءت عظاته التحريضية المعادية للسياسة الأميركية إلى شعبية المرشح، خصوصاً بين الناخبين البيض والمستقلين. واعتبرت كلينتون في حديث لصحيفة"بيتسبرغ تريبيون"أن"القس جيراميا لا يمكن أن يكون مرشدي الروحي"وأضافت في انتقاد ضمني لأوباما وكنيسة رايت التي ينتمي إليها:"لا يمكن أن تختار عائلتك، لكن اختيار الكنيسة شخصي بالكامل". وردت حملة أوباما باعتبار التصريحات"مخيبة للأمل"، وأن كلينتون"تحاول الهاء الناخبين"عن مسألة مبالغتها في وقائع رحلة قامت بها الى البوسنة في 1996 وكشف المبالغة فيها صحافيون. وسيحاول أوباما، الذي عاد من عطلة عائلية في"الجزر العذراء"أمس، احداث مفاجأة في انتخابات بنسلفانيا في 22 نيسان أبريل المقبل، والقضاء على حظوظ كلينتون في حال فوزه هناك. وهو يستعد للانطلاق بجولة لسبعة أيام على الولاية والاجتماع بالناخبين. أما ماكين الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على أوباما، بفارق أقل على كلينتون أيضاً، فحصل على دعم نانسي ريغان أرملة الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان، وسرع خطاه للبحث عن نائب رئيس له. وسيحاول مستشارو حملة ماكين التوفيق بين خيار يرضي قاعدة الحزب اليمينية، التي لها اعتراضات على سجل المرشح، ويكون في الوقت عينه شريكاً"عملياً"لماكين الصعب المراس. ومن الأسماء المطروحة حكام ولايات لويزياما وألاسكا امرأة ومينيسوتا، وشخصيات معروفة في الوسط الأميركي، مثل وزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس أو سلفها كولن باول. على صعيد آخر، أفاد اختصاصيون في السلالات العائلية ان المرشح الديموقراطي الى الانتخابات الأميركية باراك اوباما هو نسيب بعيد للرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل، وان منافسته هيلاري كلينتون ترتبط بنسب مع المغنية مادونا. ووضعت جمعية النسابة في انكلترا نيو انغلند هيستوريك جينيالوجيكال سوسايتي شجرة العائلة للمرشحين الثلاثة الى الانتخابات الرئاسية.