لم تنعكس أجواء عيد الفصح على الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية بين المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون وباراك أوباما اللذين تبادلا اتهامات وصلت الى حد انتقاص الأميركية الأولى سابقاً من وطنية المرشح الأفريقي - الأميركي، ما دفع أحد مساعديه الى مقاربة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بالسناتور اليميني الراحل السيّئ الصيت جوزيف ماكارثي. في غضون ذلك، كشفت التحقيقات أن أحد الذين اخترقوا سجلات جوازات سفر المرشحين للرئاسة في الخارجية الأميركية هو عميل استخباراتي سابق ومستشار لحملة أوباما. وفي مؤشر الى التباعد في المواقف بين الخصمين الديموقراطيين، أمضت حملتاهما عطلة الفصح في تراشق عنيف للاتهامات، دفع المراقبين الى استبعاد أي حل قريب ينهي السباق بينهما، وتوقع ان يمتد الى مؤتمر الحزب في آب أغسطس المقبل. وعمد جايمس كارفيل مستشار كلينتون الى تشبيه حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون ب"يهوذا الاسخريوطي"،"لخيانة"رئيسه السابق بيل كلينتون الذي عين الحاكم مندوباً لأميركا لدى الأممالمتحدة ووزيراً للطاقة. جاء ذلك بعد دعم ريتشاردسون اوباما. وفي أسلوب"التخوين"ذاته، ردت حملة أوباما على تصريحات للرئيس السابق كلينتون في ولاية كارولينا الشمالية رأى فيها أن"السباق سيكون عظيماً في المرحلة اللاحقة في حال تبارزت هيلاري والسناتور الجمهوري جون ماكين، كشخصين يحبان هذا البلد ومتفانيين لمصلحته". ورأى مساعدو اوباما أن كلام الرئيس السابق يذكر بأسلوب السناتور الراحل جوزيف ماكارثي الذي عرف بتخوين أميركيين بادعاء صلتهم بالشيوعية في الخمسينات. كذلك عكست أجواء السباق نمطاً هجومياً جديداً خصوصاً من الجمهوريين يشكك بوطنية أوباما الذي"يرفض تعليق زر العلم الأميركي"على بذلته. وتلاحقت الإدانات والاتهامات من الحملتين، وطلب مساعدو كلينتون اعتذاراً رسمياً للرئيس السابق، معتبرين أنه لم يستهدف أوباما في تصريحاته. ورأى مراقبون أن السبيل الوحيد لهيلاري في الفوز في هذه المرحلة هو في النيل من مواصفات أوباما والتشكيك بقدراته على الفوز بالرئاسة، إذا اختير مرشحاً للديموقراطيين. وتحاول كلينتون استدراج كبار الناخبين الديموقراطيين بإثبات أنها المرشحة الأقوى لمواجهة ماكين وأن أوباما سيكون هدفاً سهلا للجمهوريين. وعكست استطلاعات الرأي تقدم ماكين على المرشحين الديموقراطيين، وبفارق أكبر على أوباما وخصوصاً في الولايات الحاسمة مثل بنسلفانيا وفلوريدا وأوهايو. وتتقدم كلينتون منافسها الديموقراطي في أوهايو وبنسلفانيا حيث تلقي خطاباً محورياً اليوم استعداداً للانتخابات هناك في 22 نيسان أبريل المقبل. وتتقدم المرشحة الديموقراطية بمعدل 17 نقطة على منافسها الديموقراطي في الاستطلاعات في هذه الولاية. من جهة أخرى، بثت محطة"سي أن أن"أمس أن التحقيق في فضيحة اختراق موظفين متعاقدين مع الخارجية الأميركية لوثائق جوازات سفر المرشحين، قاد الى مستشار حملة أوباما وعميل الاستخبارات السابق جون بيرنان، أحد الأشخاص الثلاثة الذين قاموا بالتفتيش في سجلات المرشحين الخاصة، قبل إنهاء عقده مع الخارجية. وعمل بيرنان مديراً لمكتب مكافحة الإرهاب في الخارجية وهو يقدم استشارات للمرشح الأفريقي- الأميركي.