لم تساعد الظروف الموسيقية الصعبة في الأردن الموسيقي يزن الروسان في اطلاق البومه الأول، بل ساهمت في تأخيره أربع سنوات"حفر"خلالها هذا الشاب الثلاثيني في الصخر ليشارك أترابه من الأردنيين نظرته الى الموسيقى المختلفة. أصدر يزن ألبومه الأول بعنوان"تلفزيون"أواخر السنة الماضية، ولاقى رواجاً كبيراً بين الشبان الاردنين لتقديمه نوعاً جديداً من التعبير الموسيقي الأردني بنفس روساني بعيداً من الانماط الموسيقية التجارية. فكلمات أغانيه"أرضية"بحتة تنطلق من فلسفة وجودية خاصة تعبّر عن الكوكب الذي يعيش عليه الموسيقي الشاب... كوكب أردني تمتزج فيه الشاعرية مع اللغة. يزن عازف غيتار ومؤلف مشارك في فرقة"رم/طارق الناصر"منذ عام 1997، حلم بإطلاق مشروعه الموسيقي الخاص، إلا أن ضعف البنية الموسيقية المناسبة في الاردن جعله سجين صعوبات الحياة والبحث عن لقمة العيش. يقول يزن ل"الحياة:"كتبت معظم أغاني الالبوم وأعمل حالياً على الدخول في تجربة موسيقية جديدة يمكن وصفها ب"الراي الأردني". يعزف موسيقى يمكن عنونتها"روك أردني"، والسائد في ألبومه الأول هو التوزيع الآلاتي المبتعد من الشرقية. فالغالب على أغانيه استخدام الغيتار والكيبورد والدرامز. أما اللهجة الغالبة على الأغاني فهي العمّانية الدارجة التي تعاون في تأليف بعضها مع عازف غيتار الباص نضال عبدالغني والفنانة التشكيلية الأردنية ديالا خصاونة، إضافة إلى اللهجة البدوية بحلة موسيقية معاصرة. من خلال كلمات يوميّة شائعة يشكل يزن - الحاصل على ليسانس من الأكاديمية الموسيقية الأردنية عام 2002 - صوراً غنائية خاصة به فيضع كلمة عامية جداً مثل"مخووت"أي فاقد التركيز في سياق كلمات تعبّر عن ضياع شاب قتله الملل في مدينة أقرب منها إلى البلدة لفقر الحياة الثقافية فيها. ويغني: "ولا حدا في الشارع، وبيوت، ماشي بنص الليل شوي مخووت... الدنيا برد أحسن لك فوت... ولا حدا في الشارع، وبيوت، كابس بالسيارة بس مش مشعوط... ولا حدا في الشارع، والناس بتموت، يا ناس خلصونا... تربت تربت تربت تت تووت". أما أغنيته"تلفزيون"عنوان الألبوم، فتتحدّث عن هذا الكوكب الذي أصبح دنيا متكاملة داخل تلفزيون، مشيراً إلى قدرة الإعلام على مسح الأدمغة وتطويعها، ما دعا كثيرين إلى تشبيه نفسه الموسيقي بالنفس الرحباني، اذ من خلال كلمات التهكم يمكن سماع التعليق الاجتماعي اللاذع الذي يعبّر عنه هذا الموسيقي الصاعد. ينوي يزن التوسع عربياً لنشر هذا النمط الموسيقي الذي يشبه في بعض نواحيه التلحينية أغاني عزفتها فرقة الروك الأميركية الشهيرة"ذا دورز"في الخمسينات من القرن الماضي.