أخيراً، بعد تردد استمر بضعة شهور، تم الاستقرار على عنوان "ظل محارب" للمسلسل الجديد الذي كان يحمل مع بداية تصويره عنوان"البديل"ثم غيِّر"لعدم ملاءمة العنوان موضوع المسلسل"الى"دولة مانخوليا". ولكن الرقابة رفضت الاسم لأسباب سياسية، واتفقت أسرة العمل على عنوان آخر هو"دولة كربستان"وهي الدولة الافتراضية التي تدور أحداث المسلسل فيها. وفي الوقت ذاته يرمز العنوان إلى حالة الكرب والضيق التي تعيشها الشعوب العربية. إلا أن هذا العنوان لاقى أيضاً اعتراض معظم المحطات العربية التي كانت وافقت على عرض المسلسل على شاشاتها خلال شهر رمضان المقبل، إضافة إلى قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري المنتج للمسلسل. وبعد بحث مضنٍ، تم الاستقرار على"ظل محارب"وبالطبع لا نستطيع أن نجزم ما إذا كان هذا سيصبح العنوان المستقر للمسلسل، أم أننا سنفاجأ خلال الأيام المقبلة بتغييره أيضاً والبحث عن عنوان رابع، أو خامس له. وهذا المسلسل من تأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال ويشارك في بطولته عدد من الفنانين والفنانات مثل هشام سليم وعلا غانم والسوري باسم ياخور وإبراهيم يسري وعبدالرحمن أبو زهرة وآخرين، وهو الآن في مرحلة انجاز التصوير، إذ بعدما أنهت أسرة المسلسل تصوير جزء من مشاهده في سورية، عادت إلى القاهرة لاستكمال تصوير مجموعة من المشاهد الداخلية في أحد استوديوات مدينة 6 أكتوبر. وبعدها سيتم الانتقال إلى مدينة الإنتاج الإعلامي. وعن اختيار نادر جلال مخرج المسلسل سورية لتصوير جزء من أحداث المسلسل فيها، قال:"لقد وجدت هناك تنوعاً فريداً لم أعثر عليه في أي دولة عربية أخرى، إذ تجمع سورية أو تحديداً شمالها مناطق شديدة التنوع بحيث لا توحي بدولة محددة، وبالتالي تتوافر فيها طبيعة يمكن أن ترمز إلى الدول العربية وكذلك الى العالم الثالث. من هنا تم تصوير عدد من المشاهد ما بين الصحراء والبادية والجبال والأحراش والبحر". وأضاف المخرج:"قمت بتصوير مجموعة من المشاهد الأخرى بين شاطئ البحر وصنوبر حبلة ووادي قنديل وقلعة صلاح الدين وبحيرة سد 16 تشرين". وحول الحبكة الرئيسة التي يدور حولها المسلسل، قال جلال:"تدور أحداث المسلسل في دولة افتراضية اسمها كربستان. هي بالطبع غير موجودة في الواقع، إلا أن الأحداث تحمل إسقاطات تشعرك بأنها صورة طبق الأصل لما يحدث بالفعل على أرض الواقع، تحديداً في دول العالم الثالث، ولكن بالطبع من دون التركيز على دولة بعينها، إذ تبدأ أحداثه في شكل فانتازي، ثم يغرق العمل بعد هذا في واقعية مجردة ليناقش الأمراض التي تعاني منها دول العالم الثالث وأسباب خضوعها لسيطرة أو أطماع الدول الرأسمالية التي تسعى إلى الاستيلاء على ثروات هذه الدول. كما يتطرق العمل أيضاً الى نظرية الزعيم الأوحد المسيطر على مقاليد كل الأمور والذي يختار شخصاً شبيهاً به ليظهر بدلاً منه في بعض المواقف، وذلك لخوفه من انفراط عقد الدولة التي يحكمها وإحالته إلى التقاعد وأيضاً خوفاً من أعدائه والمتربصين به". وعن سبب اختيار عنوان"ظل محارب"الذي هو، للمناسبة، ترجمة حرفية لاسم واحد من آخر أفلام الياباني الراحل كوروساوا للعمل، أجاب المخرج:"وجدنا أن هذا العنوان هو الأفضل وذلك لاتساعه في التعبير عن كفاح الإنسان العربي في مقاومته التخلف وحياة القهر التي يعيشها". وحول الشخصية التي تجسدها في المسلسل تقول بطلته الفنانة علا غانم:"كنت أبحث عن عمل جديد وجيد يمكنني من خلاله العودة الى جمهور الشاشة الصغيرة، وكان شرطي ألا يقل في مستواه عن مسلسل"أماكن في القلب"الذي شاركت في بطولته قبل ثلاثة أعوام وحقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وكان بمثابة النقلة المهمة بالنسبة إلي، والمفاجأة أنني وجدت ما كنت أبحث عنه لدى الثنائي نفسه الذي تعاملت معه في"أماكن في القلب"وهما المؤلف بشير الديك والمخرج نادر جلال، لذلك أشعر بتفاؤل كبير بالمسلسل، خصوصاً أنه يجمع بين الكوميديا والأكشن والرومانسية كذلك، وأنا أجسد فيه دوراً جديداً تماماً بالنسبة إلي، هو شخصية ضابطة عمليات خاصة وهو دور يمثل تحدياً جديداً واستعداداً خاصاً لأداء مشاهد الأكشن. ولذلك تدربت كثيراً على أداء الكثير من الرياضات العنيفة لكي أتمكن من أداء حركات صعبة وأصبح قادرة على التعامل مع المدافع والقنابل والآلات الحربية مثل الدبابات وغيرها".