أجمعت الأوساط السياسية المتابعة لجهود تنفيذ المبادرة العربية القاضية بانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية على استبعاد التوصل الى أي اتفاق بين الأكثرية والمعارضة في هذا الصدد يسهل عملية الانتخاب في الجلسة النيابية المقررة الثلثاء المقبل في 25 الجاري، فيما ركز الوفد النيابي العربي الذي يزور لبنان على وجوب أن يبقى الخلاف في لبنان سياسياً وألا يتحول أمنياً. وفيما تأكد أن الحكومة اللبنانية التي تتجه الأكثرية فيها الى اتخاذ موقف بعدم حضور القمة العربية في دمشق في 29 الجاري إذا لم ينتخب رئيس للجمهورية يمثل لبنان فيها، تميل الى تأخير البت في هذا التوجه لفسح المجال أمام بعض التحركات العربية لعلها تنجح في إحداث اختراق ما، فإن مجلس الوزراء اللبناني قد يبحث الأمر في الساعات المقبلة لكنه لن يتخذ قراره النهائي. راجع ص 6 و7 على صعيد آخر، أكدت مصادر أمنية لبنانية ل"الحياة"ان السلاح الذي وزعه أطراف وجماعات في لبنان لا يكفي لإشعال جولات من الحروب، وان معظمه يهدف الى إقامة توازن رعب يمنع الأطراف المتقابلين من المبادرة لمهاجمة خصومهم. وتنشر"الحياة"صفحة 16 تحقيقاً عن ظاهرة انتشار السلاح والإتجار به في لبنان التي توسعت في الآونة الأخيرة. والتقت"الحياة"تجاراً ومشترين ورصدت إقدام جماعات على التسلح على رغم نفي كل الأطراف اللبنانيين وجود قرارات بذلك. وأجمعت المصادر على أن السلاح الذي يباع ويوزع في الأحياء اللبنانية لا يكفي لإشعال حرب، وان ثمة شحاً في الذخائر، وهو ما يؤكد أن كمياته"تجارية"وليست"سياسية"، كما لاحظت انه يقتصر على الأسلحة الخفيفة، وان لا وجود في الأسواق لقذائف صاروخية أو رشاشات متوسطة وثقيلة. وتترقب الأوساط السياسية الاتصالات العربية، خصوصاً أن عدم انتخاب سليمان رئيساً قبل انعقاد القمة سينعكس على مواقف دول عربية عدة من حضورها، فيما قالت مصادر رسمية سورية ل"الحياة"أن دمشق ماضية في استعداداتها لاستضافتها وتتوقع دمشق"تصاعداً"للضغوط مع اقتراب موعد القمة و"تأزيماً للأوضاع"أولى مؤشراتها ما قاله مفوض شؤون الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حول الضغوط على دمشق لانتخاب رئيس قبل القمة. ورأت أوساط سورية ان جولة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني. تأتي لحشد موقف تصعيدي قبل القمة وكذلك جولة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن الى بعض دول المنطقة. المر وعون في هذا الوقت أدى امتداد أزمة الفراغ الرئاسي والتأزم السياسي في لبنان الى تصدع في"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي الذي يتزعمه العماد ميشال عون تمثل في نوع من الافتراق بين عون وحليف رئيسي له في الانتخابات النيابية لعام 2005 هو نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر، على خلفية التصريحات التي أدلى بها المر الأسبوع الماضي وحمّل مسؤولية تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية للنواب الموارنة الأعضاء في التكتل. ولم تتم دعوة النائب المر الى الاجتماع الأسبوعي الذي يعقده التكتل كل يوم اثنين. وأوضح المر قبل موعد اجتماع التكتل أن تصريحه جاء رداً على سؤال حول تحميل المسؤولية للعماد عون وقال:"كان جوابي للتخفيف عن العماد عون وقلت إن التكتل يأخذ قرار المقاطعة الجلسات النيابية لانتخاب الرئيس وأكثريته من النواب الموارنة". لكنه زاد:"موقعي الأساسي منذ 30 سنة هو موقع الكيان المستقل في المتن". وفيما شدد المر على أن العماد عون"صديقي وسيبقى"رأت مصادر مطلعة في تصريحه"موقفاً وداعياً"لتكتل"التغيير والإصلاح". وفي المقابل علمت"الحياة"من مصادر في التكتل أن عون قرر عدم توجيه دعوة للنائب المر على رغم قوله إن لا دعوات توجه الى النواب لحضور الاجتماع الأسبوعي بسبب تصريحه الذي حمّل نواب التكتل مسؤولية عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية وبرأ ساحة العماد عون من ذلك. وعلمت"الحياة"ان نقاشاً دار داخل التكتل قبل موعد الاجتماع ركز على أن المر ذهب بعيداً في تصريحه الأخير فتقرر عدم توجيه الدعوة اليه على رغم وجود آراء اقترحت دعوته كي يشرح أسباب هذا التصريح الذي رأى نواب آخرون أنه لا يليق بهم. وفيما أعلن المر أنه ضد تمثيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لبنان في القمة، مستبعداً انتخاب رئيس قبل انعقادها، ورفض أن يحل مكان الرئيس"إلا رئيس الجمهورية"، قال عون إن الكلام عن"خسارة المر كحليف أو عدم خسارته شيء سابق لأوانه... وبالنتيجة الرأي العام هو الذي يحكم... وليعط الرأي الذي يريده". واعتبر عون أن الوثيقة التي أذاعتها قوى 14 آذار هي حكي بحكي وعلّق على إعلانها مد اليد بالقول:"يدهم فيها شوك وخنجر وسم..."، ورأى عون ان الأكثرية تسلم قرارها للدول العربية، وأكد انه ضد تمثيل لبنان في القمة العربية بحكومة السنيورة"لأنني لا أعترف بشرعيتها"، لكنه أشار الى استعداده لتمثيل المعارضة في القمة إذا طرح الأمر عليه. ورأى أنه إذا أراد العرب بحث القضية اللبنانية عليهم الاستماع الى المعارضة والموالاة". وفي ضفة قوى 14 آذار صدر موقف انتقادي من أحد مكوناتها"التكتل الطرابلسي"، لصدور وثيقتها في مؤتمر"ربيع 2008"الذي عقدته من دون التشاور مع التكتل. وقال النائب العضو في التكتل محمد كبارة أن النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع يتعاملون في التحالف القائم بالوكالة، وانتقد استبعاد التكتل عن صوغ الوثيقة. التحرك البرلماني العربي وكان رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر وأعضاء الوفد المرافق له التقوا أمس رئيس المجلس النيابي بري والسنيورة ونائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم. وقال الصقر رداً على سؤال إن"الوضع اللبناني هش ولا يحتاج الى عبقري كي يراه ونشعر بأن الخلاف قد يصل الى مواجهات أمنية نأمل بألا تحصل". وأوضح أنه بحث في فكرة قيام مؤتمر مصالحة وطنية بين الأطراف اللبنانيين. ونقل عن بري قوله أن حل المشكلة العربية يحل المشكلة اللبنانية ونظريته بأن التفاهم السعودي ? السوري يمكن أن يحل القضية. وعلمت"الحياة"ان بري الذي شرح وجهة نظره إزاء أسئلة الوفد عن أسباب إقفال البرلمان توجه بالكلام الى نائب رئيس البرلمان العربي، مصطفى الفقي مصر بمطالبته بأن يسعى الرئيس المصري حسني مبارك للعب دور من أجل رأب الصدع بين الرياضودمشق قبل القمة العربية. ورأى بري أن الأزمة القائمة تستدعي حضور القمة لا مقاطعتها التي لن تنتج حلاً لا في العلاقات العربية ولا في لبنان. ووعد الفقي بنقل هذا الموقف الى القيادة المصرية.