يتوجّه وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي الانتقالي إلى بيروت الأحد المقبل في مسعى جديد الى جمع الفرقاء اللبنانيين من أجل إيجاد حل للأزمة اللبنانية قبل عقد القمة العربية المقرر أن تستضيفها دمشق يومي 29 و 30 الجاري. وأعربت مصادر عربية عن اعتقادها بأن دعوة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى القمة العربية"ليست مرتبطة بانتخاب الرئيس". وأوضحت المصادر المذكورة"أن الأمر ليس مؤشراً الى تأجيل الانتخاب الى ما بعد القمة". وقالت: أن"لم يكن من الممكن أن تنتظر دمشق الى يوم 25 الجاري موعد عقد جلسة البرلمان المقررة لانتخاب الرئيس قبل توجيه الدعوة"، لافتة إلى أن"وزراء الخارجية العرب من المفترض أن يجتمعوا في دمشق في 28 الجاري من أجل الإعداد لاجتماعات الزعماء، كما أن المندوبين الدائمين سيعقدون اجتماعات تسبق اجتماع الوزراء لمناقشة جدول أعمال القمة وقراراتها ... فهل كان مقبولا أن يدعى لبنان قبل الاجتماعات بيوم". ورأت المصادر أن لبنان"دعي وفق الأصول الديبلوماسية، فالدعوة سلمت بطريقة واضحة والى مرجعية واضحة فعلى رغم أن الوزير فوزي صلوخ كان قدم استقالته، فإن مجلس الوزراء لم يقبلها، كما أنها وجهت الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذى يحل دستورياً محل الرئيس". وقالت المصادر:"وفقاً لهذه الحقائق لا يجوز تفسير الأمر على أنه مؤشر الى صعوبة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً فى الجلسة البرلمانية في 25 الجاري، فلا يجوز الربط بين الأمور أوتوماتيكياً بهذه الطريقة". إلا أن المصادر أوضحت أن"ذلك أيضاً لا يعني أن سليمان سينتخب في 25 الجاري... فلا أحد يستطيع توقع هذه الأمور الآن"، غير أنها أكدت أن"دولاً عربية لا تزال تأمل وتدفع في اتجاه انتخاب رئيس للبنان قبل القمة... وليس معنى توجيه الدعوة أن الأمر برمته انتهى، صحيح أن موضوع الدعوة حسم لكن جوهر المشكلة ما زال قائماً". وعن حقيقة الاتصالات التي تمت في الأيام الأخيرة بخصوص دعوة لبنان الى القمة، قالت المصادر:"كانت هناك رسائل مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان حول الأمر وكان اتجاه لنقل الأمين العام للجامعة عمرو موسى الدعوة، إلا أن اتصالات عربية دفعت في اتجاه تسلم لبنان الدعوة وفقاً للأصول التي اتبعت مع الدول، وهو ما حدث". ونفت أن يكون"ممثل لبنان في الجامعة العربية السفير خالد زيادة رفض تسلم الدعوة من موسى". إلى ذلك، يتوجه وفد برئاسة رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر وعضوية رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب البرلمان المصري الدكتور مصطفى الفقي، ونائب رئيس المجلس الوطني السوداني رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي محمد الحسن، والأمين العام المساعد للبرلمان طلعت حامد، إلى بيروت الأحد بعد اتصالات أجراها الصقر مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وقيادات سياسية أخرى في محاولة لتقريب المواقف في اتجاه انتخاب الرئيس قبل القمة. ويلتقي الوفد مع التيارات والقيادات اللبنانية وتستمر الزيارة أربعة أيام. وأكدت مصادر عربية أنها تأتي دعماً للمبادرة التي يتولى موسى تنفيذها،"وتعد تحركاً شعبياً لإنجاحها بما يؤدي إلى تحقيق المصالحة والوفاق وتنقية الأجواء العربية وتوفير المناخ الملائم لإنجاح القمة".