وصل إلى بيروت الأحد وفد برلماني عربي في مسعى لإيجاد حل للأزمة السياسية في لبنان، على أساس المبادرة التي طرحها وزراء الخارجية العرب في يناير الماضي. وقال البرلماني الكويتي محمد جاسم الصقر -الذي يترأس الوفد- عقب وصوله إن البرلمان العربي لا يملك مبادرته الخاصة بل مجرد أفكار تصب في إطار دعم المبادرة العربية، مضيفا أنه (إذا تطلب الأمر الذهاب إلى سوريا فسنذهب). وأعرب الصقر وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الأمة (البرلمان) عن قلق البرلمانيين العرب حيال الوضع في لبنان. ويلتقي الوفد في إطار زيارته التي تستمر أياما عدة، رئيس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعددا من المسؤولين من مختلف القوى السياسية. ومعلوم أن لبنان يشهد فراغا سياسيا جراء إخفاق فريق 14 آذار الحاكم والمعارضة التي يقودها حزب الله وتيار النائب ميشال عون، في الاتفاق على خلف لرئيس الجمهورية السابق إميل لحود الذي انتهت ولايته في نوفمبر الماضي إضافة إلى خلاف الفريقين على تقاسم السلطة. وأعلن رئيس النواب للمرة السادسة عشرة إرجاء جلسة كانت مقررة الثلاثاء الماضي لانتخاب رئيس جديد، وحدد موعد الجلسة المقبلة بيوم 25 من الجاري قبل أيام من القمة العربية المرتقب عقدها بدمشق يومي 29 و30 الجاري. في غضون ذلك أبدى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وأحد ممثليه بالحكومة معارضتهم لمشاركة لبنان في قمة دمشق. وأكد وزير الاتصالات مروان حمادة على موقف جنبلاط الداعي لرفض مشاركة لبنان بالقمة العربية، لافتا إلى أن هذا الموقف قد يكون موقف معظم قوى 14 من آذار. وأضاف حمادة في حديث لصوت لبنان أنه يرفض (الجلوس على طاولة واحدة مع (الرئيس السوري) بشار الأسد لتغطية جرائمه في لبنان). وقال إن الجلوس على طاولة واحدة مع الأسد (هو الخيانة عينها). أما جنبلاط نفسه فقال في مقابلة مع نشرة أخبار تلفزيون المستقبل إن الوزراء الذين يمثلونه بالحكومة سوف يصوتون ضد المشاركة بالقمة. في غضون ذلك طالب المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بمزيد من الضغط على دمشق من أجل السماح بانتخاب رئيس لبناني جديد. وقال سولانا في انتقاد صريح بشكل غير معتاد أن سوريا تستخدم وكلاء لها في لبنان للحيلولة دون انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا.وأضاف في تصريحات له ببروكسل أن أفضل فرصة لحل المشكلة تكون قبل القمة العربية المقررة بدمشق (لأن عددا من زعماء الدول العربية المهمة لن يشاركوا في القمة ما لم يحضرها رئيس للبنان). وحذر من أن عدم انتخاب رئيس لبناني جديد سيقود إلى أزمة بالغة الخطورة.