ربط رئيس حكومة الوحدة الوطنية المُقالة اسماعيل هنية إبرام أي اتفاق للتهدئة مع اسرائيل بأن تكون هذه التهدئة"ضمن برنامج فلسطيني متكامل يشمل رفع الحصار، وإعادة صوغ الواقع الفلسطيني على أسس تقوم على حماية الثوابت والحقوق الفلسطينية". وقال هنية في كملة ألقاها في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة امس في أول ظهور له منذ أسابيع بعدما توارى عن الأنظار بسبب تهديدات اسرائيلية باغتياله، ان"مفاوضات تجري مع الفصائل كافة للتوافق على التهدئة"التي يجب ان تكون"متبادلة ومتزامنة وشاملة"، معتبرا ان"الكرة في الملعب الاسرائيلي". واستهجن هنية تصريحات الرئيس محمود عباس من دون ان يسميه بالاسم والتي قال فيها ان حركة"حماس"تسعى الى التهدئة مع اسرائيل لحماية قادتها من الاغتيال، واصفاً هذه التصريحات بأنها"إساءة لانتصار المقاومة الذي تحقق في وجه العدوان الاسرائيلي"على المنطقة الواقعة شرق مخيم جباليا للاجئين قبل نحو أسبوعين واستشهد فيها نحو 125 فلسطينياً. واعتبر هنية في كلمته المطولة ان"التصعيد العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة فشل في تحقيق أهدافه، وفي مقدمها كسر الصمود الفلسطيني عبر ارتكاب المجازر وخلق حال من الصدمة لدى الشعب الفلسطيني". وقال ان الصدمة أصابت"اسرائيل وليس قوى المقاومة الفلسطينية". وأضاف:"هناك استراتيجيات لأعداء الشعب الفلسطيني في المنطقة باتت تنهار، وفي مقدمها استراتيجية الحصار والضغط الإقليمي". ورأى ان التصعيد العسكري الاسرائيلي خلال"حرب الأيام الستة"على شمال القطاع نهاية الشهر الماضي ومطلع الشهر الجاري"جاء بضوء أخضر أميركي وتواطؤ إقليمي يهدف الى إسقاط تجربة الممانعة الجديدة في الساحة الفلسطينية". واعتبر ان"الحرب الاسرائيلية لم تكن أبداً ردة فعل، بل بمنطلق سياسي ناجم عن نتائج لقاء أنابوليس لإسقاط الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة". وفي إشارة الى الاعتقالات في الضفة الغربية، قال هنية ان ما يجري هناك"هو اجتثاث للمقاومة الفلسطينية عبر فرض ثلاثة خيارات: تسليم السلاح، او الاعتقال او الاغتيال بنيران القوات الخاصة"، متهماً السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع اسرائيل في ذلك. وعن الحوار مع حركة"فتح"ومحاولات إنهاء حال الانقسام الداخلي، جدد هنية تمسك الحكومة وحركته"بالحوار غير المشروط لمناقشة قضايا الخلاف، وتعزيز الوحدة الداخلية، ومجابهة التحديات التي تستوجب توحد الطاقات الفلسطينية كافة". ولفت الى تولد"قناعات أوروبية جديدة بضرورة إجراء حوار مع حماس، وبأن لا حل في المنطقة من دون الحركة، ومن دون استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه وثوابته كافة". ودعا هنية في ختام كلمته الى"تقديم دعم عربي جاد ومسؤول لدعم الشعب الفلسطيني، وإعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني المدمر بفعل العدوان والحصار الاسرائيلي". وثمّن"دور ليبيا في مجلس الأمن المعارض لإدانة حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بعد إدانة عملية القدس الاستشهادية"التي نفذها فلسطيني في مدرسة دينية يهودية وقتل فيها ثمانية اسرائيليين رداً على"المحرقة"التي ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع.