أثار قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع الاستيطان في الضفة الغربية إدانات عربية وغربية، لكن الولاياتالمتحدة امتنعت عن إبداء موقف. وأعلنت بلدية القدس أمس أنها صادقت على مشروع لبناء حي استيطاني جديد في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال الناطق باسم البلدية يوسي غوتسمان إن المشروع"يتضمن بناء 400 مسكن على تلة قريبة من حي النبي يعقوب"في القسم الشمالي من القدسالشرقية. وكانت إسرائيل أعلنت أول من أمس استئناف بناء 750 وحدة سكنية في إحدى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ودانت الحكومة الألمانية في شدة أمس السياسة الاستيطانية التي تتبعها إسرائيل وطالبتها بوقف كامل للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وإزالة المستوطنات غير المشروعة كافة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين ياغر إن"مواصلة السياسة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينة المحتلة أمر غير مقبول، ويمثل خطراً كبيراً على عملية السلام في الشرق الأوسط". واعتبر أنها"تحرم الدولة الفلسطينية المرتقبة من القدرة على الحياة والاستمرار". وأعربت فرنسا عن إدانتها"لمواصلة الاستيطان"، معتبرة أنها"تنال من قدرة الدولة الفلسطينية المقبلة على البقاء". وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني:"ندعو السلطات الإسرائيلية إلى الامتناع عن أي عمل آحادي الجانب يمكن أن يمس بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية ويعيد النظر في عملية السلام". لكن الولاياتالمتحدة امتنعت عن إدانة استئناف الاستيطان، مشيرة إلى أنها أعربت في الماضي عن"قلقها"في هذا الشأن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك للصحافيين:"سأسأل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عما إذا تطرقت إلى مسألة اعلان استئناف بناء مساكن جديدة". وأضاف:"أعلم أننا سبق وتطرقنا إلى هذا الموضوع مع الإسرائيليين وأعربنا عن قلقنا". وفي عمان، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رفض بلاده"التوسع في النشاطات الاستيطانية"الإسرائيلية التي رأى أنها"تعيق مساعي تحقيق السلام"بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واعتبرت مصر أن الخطط الاسرائيلية"تنسف فرص السلام". وقالت في بيان إن هذه الخطط"تتناقض في شكل صارخ مع الحوار السياسي الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة التوصل الى اتفاق. وهذا التوسع الاستيطاني المخالف للقانون الدولي وقرارات الاممالمتحدة ينسف فرص تحقيق السلام العادل المنشود". ورأت أن"إصرار إسرائيل على المضي قدماً في تنفيذ هذه المخططات الاستيطانية من شأنه أن يطيح تماماً بالأمل الذي كان معقوداً على دعم التفاهمات التي نتجت عن مؤتمر أنابوليس". وطالبت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط"بتحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لتجميد تنفيذ تلك المخططات التي لن ينتج عنها سوى تآكل خيار تحقيق السلام القائم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب". ومن جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن السياسة الاستيطانية"تعني أن عملية السلام تسير نحو الفشل لعدم وجود إرادة إسرائيلية للسلام". وقال في تصريحات للصحافيين أمس:"ربما نتخذ قراراً في شأن عملية السلام برمتها خلال الأسابيع المقبلة لأنها تعتبر بهذا الشكل متوقفة".