واصلت إسرائيل امس عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، وهددت سكانه ب "كارثة أكبر" في حال استمر إطلاق الصورايخ، فيما كشف رئيس حزب"ميرتس"اليساري يوسي بيلين أن الدولة العبرية رفضت عرضين للتهدئة من حركة"حماس"نقلهما وسطاء دوليون. وأعلنت مصر أنها تسعى إلى هدنة بين الطرفين، داعية كلاهما إلى وقف فوري للتصعيد لإفساح المجال أمام جهود التهدئة. راجع ص 4 وقال بيلين للإذاعة العبرية أمس إن"حماس نقلت عروضاً للهدنة مرتين على الأقل عبر أطراف دولية، لكن إسرائيل لم تعرها اهتماماً". واعتبر أنه"ليس أمام إسرائيل من حل الآن لوقف الصواريخ الفلسطينية سوى الهدنة التي ستتيح لنا الانتهاء من تطوير أنظمة دفاعية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى". ورأى أنه"يجدر بالحكومة درس اقتراحات حماس لتهدئة يبدو أنها معنية بها حقاً، والكف عن التصريحات العنترية المختلفة عن القيام بعملية برية واسعة النطاق". وفي السياق نفسه، دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إسرائيل إلى"الوقف الفوري لتصعيدها العسكري الخطير في غزة"، وحذرها من"خطورة الاندفاع العسكري"، في إشارة إلى تلميح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى اقتراب شن عملية برية واسعة في القطاع، لافتاً إلى أن خطوة كهذه"تتزامن مع جهود واتصالات مصرية تهدف إلى التوصل إلى فترة من التهدئة". وشدد أن"من الملائم أن يلتزم الطرفان فوراً بالتوقف عن التصعيد العسكري لمدة 24 ساعة حتى يتسنى للجهود الساعية إلى التهدئة الكاملة في اطار تفاهم أوسع، أن تأخذ مجراها". وأشار رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة إسماعيل هنية إلى أن"مصر تتحرك في فك الحصار عن قطاع غزة ورفع الاعتداءات الإسرائيلية عن الشعب الفلسطيني". وواصلت قوات الاحتلال شن غاراتها على غزة أمس. وارتفع عدد ضحايا العدوان خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى 31 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً، ووسعت من دائرة اعتداءاتها لتشمل مقر"الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين"الذي أضحى ركاماً. وشيع عشرات الآلاف من الغزيين أمس في تظاهرات غاضبة جثامين عدد من الشهداء الذين سقطوا أول من أمس وليل الخميس - الجمعة. وأطلقت الفصائل الفلسطينية المختلفة أمس عشرات الصواريخ على المدن والبلدات المحاذية للقطاع. وكشفت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، صاروخاً جديداً يزيد مداه على 20 كيلومتراً. وتوغلت قوات الاحتلال في شكل محدود في عدد من المناطق، خصوصاً في شمال القطاع، لكنها لم تقترب من المناطق المأهولة. وفي حين صعّد مسؤولون إسرائيليون تهديداتهم لقادة حركة"حماس"بالاغتيال وللفلسطينيين في القطاع ب"كارثة أكبر"، شرع وزير الدفاع إيهود باراك في تهيئة الرأي العام الدولي لاحتمال القيام بعملية عسكرية كبيرة في القطاع"تتحمل حركة حماس مسؤولية نتائجها"، وسط أنباء عن أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت ليس متحمساً لها خوفاً من الثمن الذي قد يدفعه الجيش. لكن مراقبين رأوا أنه قد يضطر إلى التصديق على عملية واسعة في حال تواصل استهداف مدينة أشكلون المجدل التي أدخلتها"حماس"على لائحة البلدات المستهدفة، خصوصاً أنها مدينة كبيرة يتجاوز تعداد سكانها 120 ألف نسمة. وهدد النائب ماتان فلنائي بأن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في اللجوء إلى"أي عمل أو وسيلة"لإرغام"حماس"على وقف إطلاق القذائف الصاروخية. وقال إنه"كلما ازداد قصف حماس لجنوب إسرائيل وأصبح مدى هذه الصواريخ أكبر لتطاول بلدات مثل أشكلون فإنهم الفلسطينيين يجلبون لأنفسهم كارثة أكبر". وأضاف:"هناك ثلة من عديمي المسؤولية يسموْن قادة حماس وسيتلقون الضربات على أفعالهم".