سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استدعى القائمة بالأعمال الأميركية طالباً توضيحات عن إرسال مدمرة الى شرق المتوسط . السنيورة يرفض تحويل لبنان ساحة للصراعات : لم نستدع بوارج حربية ... من أي جهة
ردّ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على الأنباء التي تحدثت عن إرسال الولاياتالمتحدة المدمرة "يو اس اس كول"الى قبالة السواحل اللبنانية، مؤكداً"أن لا وجود لسفن حربية أجنبية في المياه الإقليمية اللبنانية"، وپ"أننا لم نستدعِ أي بوارج حربية من أيّ جهةٍ كانت". وجدد موقف حكومته الثابت في"الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته ومصلحته العليا فلا يكون ساحةً لصراعات القوى الإقليمية والدولية". كلام السنيورة جاء في كلمة ألقاها ظهر أمس خلال استقباله في السراي الكبيرة سفراء وممثلي الدول العربية المعتمدين في لبنان. وكان السنيورة استدعى القائمة بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ميشال سيسون الى السراي، وطلب منها إيضاحات بشأن قرار الإدارة الأميركية إرسال سفن حربية إلى شرق البحر المتوسط وخارج المياه الإقليمية اللبنانية وذلك للاطلاع على المعطيات والخلفيات التي كانت وراء القرار. وأبلغت سيسون السنيورة أن"السفن الأميركية في شرق المتوسط عادة ما تقوم بتحركات روتينية وهي موجودة هناك لدعم الاستقرار الإقليمي"، مؤكدة أن"هذه السفن موجودة في المياه الدولية". ثم التقى السنيورة السفراء العرب وألقى فيهم كلمة قال فيها:"نجتمع اليوم، ومنطقتنا العربية تمر بأدق وأصعب الظروف والمراحل، كما أننا نلتقي ولبنان، كما تعرفون، في أزمة لم يسبق أن واجه مثلها، وهي تكاد تهدد مصيره ونظامه وكيانه"، مشيراً الى"أننا دخلنا في الشهر ال16 لتعطيل مؤسسة المجلس النيابي، كما دخلنا في الشهر الرابع وموقعُ رئاسة الجمهورية اللبنانية فارغٌ ومن دون رئيسٍ للبلاد". واعتبر هذا الفراغ"كبيرةَ الكبائر التي لا يُمكنُ أن نقبلَ بها أو نسكتَ عنها أو نستسلم تُجاهَها"، مجدداً التأكيد"أننا متمسكون بالمبادرة العربية باعتبارها الطريقَ الصحيحَ والسليمَ لإخراج لبنان من المأزق والوصول إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية". وتابع السنيورة مخاطباً السفراء:"في الحقيقة أود أن اتجه بكلامي مباشرةً أيضاً صوب المكان الموجع بالنسبة لي ولكم، فنحن نتابع بكثير من الألم والاستنكار والغضب وقائع المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلنا في قطاع غزة حيث تستهدف في حربها السكان المدنيين الآمنين والعُزَّل وتقتل الأطفال الرُضَّع وطلاب المدارس والنساء والعَجَزة بحجة مكافحة صواريخ حركة حماس". وتابع:"إزاءَ هذا الإجرام المتمادي الذي يمكن أن يتطور حسبما يلمح قادة العدو، أعلن باسمي وباسم الحكومة اللبنانية أشد الاستنكار والشجب والتنديد وأدعو إخواني في لبنان والدول العربية إلى اليقظة إلى أن قضية فلسطين كانت وما تزالُ هي الأساس وبالتالي يجب التنبه للمحاولات الجارية لتحويل الأنظار عما يجري على ارض فلسطين من مجازر ويجب الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها والعمل على وقف العدوان والمطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها، كما أدعو الأسرة الدولية إلى تحمل كامل مسؤولياتها السياسية والإنسانية بحسب القانون الدولي". ونبه الى أن"أسلوب العنف يستولد العنف وإسرائيل عبر استخدامها للعنف الأعمى لن تحصد إلا التوتر وهي في أسلوبها هذا لن تصل إلى الاستقرار ولن تشعر بالأمان". وتحدث السنيورة عن الأنباء عن وصول سفن حربية أميركية، إلى شرق المتوسط، قائلاً:"يهمُّني أن أوضّح أنّه لا وجودَ لسفنٍ حربيةٍ أجنبية في المياه الإقليمية اللبنانية، وليس في هذه المياه إلا سلاح البحرية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية التي تُساعدُ لبنان في تأمين حدوده البحرية بحسب ما نصّ عليه قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. ومن نافل القول إننا لم نستدعِ أي بوارج حربية من أيّ جهةٍ كانت". وجدّد تأكيد"موقفنا الثابت في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته ومصلحته العليا فلا يكون ساحةً لصراعات القوى الإقليمية والدولية، وهذا موقفٌ طالما تمسَّكنا به في مختلف الأزمات السياسية التي عاشها بلدنا ولا يزال يشهدها للأسف اليوم"، محذراً من"خطورة سياسات يلجأُ إليها البعض وتؤدي في حقيقة الأمر إلى استخدام لبنان لأغراضٍ خارجية على حساب أمن اللبنانيين وعمران بلدهم وعيشهم المشترك". وأكد السنيورة أن"لبنان بلدٌ مستقل، حريصٌ على صون استقلالِهِ وسيادته. ومن حقّه علينا وعلى أشقائنا العرب، أن نحفظه، حراً موحّد الأرض والسيادة والسلطة، بعيداً عن المحاور والصراعات الخارجية". عميد الديبلوماسيين العرب ووصف عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة محمد سلطان السويدي اللقاء بأنه"جيد وفي منتهى الصراحة والشفافية، ونحن كمجموعة عربية يهمنا جداً ان نعايش الاوضاع التي يمر بها لبنان. ولا يخفى ان هذا البلد مهم وعزيز على كل دولة عربية. والرئيس السنيورة اكد لنا ان الجميع ما زال يؤيد المبادرة العربية ويسعى سواء موالاة او معارضة لإنجاحها، ولا شك في ان اي فشل فيها سيؤثر في الساحة اللبنانية والاقليمية". وعن وصول المدمرة الاميركية الى المياه الاقليمية اللبنانية، قال السويدي ان"هذا الخبر اثار الكثير من علامات الاستفهام, وفي هذه الأجواء استوضحنا الرئيس السنيورة وطمأننا الى ان هذه المدمرة هي خارج الحدود اللبنانية والحكومة اللبنانية ليس لديها اي علم او معطيات او اي شيء حتى لا يفسر ان الامر حصل بطلب من الحكومة اللبنانية, ومعلوماتنا هي ما ذكرته وسائل الإعلام انها خارج المياه الاقليمية اللبنانية". وعن تحذيرات عربية لرعاياها من زيارة لبنان اعتبر ان ل"كل دولة عربية نظرة الى الموضوع, ولكن هذه التحذيرات شيء طبيعي والجميع يفهم الامور والأوضاع التي تعيشها الساحة اللبنانية, لكن التفسيرات بالنسبة الى قدوم المدمرة أو ما شابه ذلك فتعود الى كل دولة ووجهة نظرها. وبالنسبة إلينا نحن من ايام الحرب حتى اليوم في الظروف الصعبة رحلنا رعايانا من لبنان، وفي الظروف هذه طبعاً، اخذ الحيطة والحذر واجب حتى لا تتكرر اي عملية لا قدر الله, وطمأننا الرئيس السنيورة الى ان كلا الطرفين يحاول ان يهدىء الامور ولا يأخذ البلد الى ما هو اسوأ". وأشار السويدي الى ان لبنان"حتى الآن لم يتسلم الدعوة الى القمة العربية".