"نعم، اعتزالي الفن حقيقي وليس إشاعة". بهذه الكلمات حسم الفنان يوسف شعبان ما تردد في الأيام الماضية داخل الأروقة الفنية المصرية حول اتخاذه قرار الاعتزال في شكل نهائي، خصوصاً أن كثيرين اعتقدوا أن الامر ليس سوى إشاعة. وقال شعبان لپ"الحياة":"يراودني هذا الموضوع منذ شهور، لكنني كنت أتردد في اتخاذه إلى أن شعرت أن الوقت بات مناسباً، وعليّ الاكتفاء بما قدمت من أعمال على مدار مشواري الفني الذي قارب نصف القرن، قدمت خلاله عشرات الأعمال الكبيرة والمميزة سينمائيا وتلفزيونيا ومسرحياً. أما ما أريده اليوم فهو التوجه الى الله والمواظبة على العبادة والاستغفار في ما تبقى من العمر". وعما إذا كان قرار الاعتزال يعود الى تأثيرات من بعض الدعاة الجدد، كما يتردد، أكد شعبان أن هذا الكلام غير حقيقي، وقال:"لا يوجد أي نوع من الاتصالات بيني وبين أحد، وكذلك ليس لي أية علاقة بأي فنان اتخذ القرار ذاته قبلي. وفي الوقت نفسه لم أندم على أي عمل قدمته. والدليل أنني قررت الاتجاه خلال الفترة المقبلة إلى الكتابة والتأليف السينمائي والتلفزيوني، وإحياء مجموعة من الأفكار القديمة التي كتبت بعض خطوطها منذ سنوات بعيدة، لكنني لم أجد الوقت لاستكمالها بسبب انشغالاتي الفنية. من هنا أرى أن هذا هو الوقت المناسب لإخراج هذه الأعمال الى النور، وما لا يعرفه كثيرون أن أعمالاً كثيرة لي، ساهمت في تأليفها وكتابتها من خلف الكواليس". وتحدث عن الاسباب التي دفعته لاتخاذ قرار الاعتزال قائلاً:"بصدق شديد أشعر بحال من الملل الشديد مما يحدث داخل الوسط الفني. ذلك أن أمور كثيرة طفت على السطح خلال الأعوام الماضية لم أعتدها في بدايتي وخلال مشاركتي الفنية مع عمالقة الفن في أزهى عصور السينما المصرية وكذلك في العصر الذهبي للتلفزيون". وأضاف:"تطغى اليوم على الساحة الفنية لغة المصالح، وأصبحنا في عصر الممثلين المعدومي الموهبة. بينما هناك عشرات المواهب التي تختفي عن الساحة، إن لم نقل انها تُقتل من دون أن تحصل على حقها، لا لشيء سوى لأنها لا تمتلك شبكة من العلاقات. من هنا لا نشاهد إلا الأعمال الضعيفة المستوى، ومع هذا تحصل هذه المسلسلات على جوائز من دون ان نفهم كيف أو لماذا! وبالطبع ليس عندي أي استعداد بعد هذا التاريخ الطويل للمشاركة في مثل هذه المهازل التي تسيء بشدة إلى الوسط الفني في مصر". ورداً على سؤال حول ما إذا كان هذا القرار يأتي بعد تراجع اسهم شعبان خلال الأعوام الماضية وعدم تلقيه عروضاً جديدة تلفزيونياً أو سينمائياً، أجاب شعبان بأن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، مؤكداً أنه تلقى عدداً من العروض التي رفضها كلها، مثل مسلسل"مسك الليل"للكاتبة منى نور الدين، وسباعية"28 يوماً"مع المؤلف والمخرج احمد النحاس، ومسلسل"حلم الموت"، وسواها من الأعمال الدرامية التي اعتذر عن عدم المشاركة فيها حتى قبل قراءة السيناريوات الخاصة بها،"لكوني غير مستعد للتراجع عن قراري تحت أي ظرف من الظروف". وعما إذا كان تركه منصب نقيب الممثلين المصريين هو ما أثر في وجوده على الساحة الفنية، أكد شعبان أن لا علاقة بين هذا وذاك،"والدليل أنني عملت خلال العامين الماضيين بعد تركي منصب النقيب في عدد من الأعمال الدرامية". وأشار الى أنه شعر بارتياح كبير بعد خروجه من النقابة"لكون العمل النقابي عملاً مجهداً". يذكر أن يوسف شعبان ينتمي الى عائلة ملتزمة، ومن الأمور المجهولة عنه اهتمامه في فترة الشباب بكتابة الشعر والرسم، قبل ان يلتحق بكلية الحقوق إرضاء لعائلته. وداخل هذه الكلية بدأت ميوله تتجه الى التمثيل بعدما جمعته صداقة قوية بالفنان الراحل كرم مطاوع والممثل والصحافي سعيد عبدالغني والكاتب إبراهيم نافع. وكان أول ظهور له على الشاشة في دور صغير في فيلم"في بيتنا رجل"مع عمر الشريف وزبيدة ثروت، ثم وقف أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة في فيلم"المعجزة"، قبل أن يشارك في الفيلم الذي سيشكل النقلة الكبرى في حياته،"زقاق المدق"، إذ لعب فيه دور البطولة سنة 1963 أمام شادية، لتتوالى العروض، ويصل رصيده في السينما الى 110 أفلام، إضافة الى عشرات الأعمال في المسرح والتلفزيون.