اكد قصر الاليزيه امس، ان الرئيس التشادي ادريس ديبي رفض عرضاً قدمته فرنسا لمساعدته على مغادرة تشاد حرصاً على سلامته، في وقت أفادت تقارير ان المتمردين يحاصرون القصر الرئاسي. في الوقت ذاته، سجل سقوط"مئات الجرحى"في العاصمة نجامينا حيث سجل تراشق بالأسلحة الثقيلة وسط المدينة. وقال مصدر في قصر الاليزيه الرئاسي الفرنسي:"اقترحنا منذ مساء الجمعة على ادريس ديبي مساعدته لمغادرة تشاد اذا اعتبر ان حياته في خطر وان عليه الرحيل لكنه رفض". وأضاف المصدر ان"هذا الاقتراح لا يزال قائماً". في الوقت ذاته، اكد وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران أن رئيس الأركان التشادي قتل في المعارك مع المتمردين. كذلك اعلن موران ان بلاده أجلت حوالي 400 أجنبي من تشاد. وأصيب جنديان فرنسيان بجروح طفيفة في نجامينا امس. وسجل دوي تراشق بمدافع الدبابات وكذلك اطلاق نار بالأسلحة الرشاشة انطلاقاً من وسط نجامينا حيث يقع القصر الرئاسي. وقالت مصادر عسكرية ان مروحيات تابعة للجيش التشادي تمكنت من الإقلاع من قاعدة عسكرية تشادية في المطار وفتحت النيران على مواقع المتمردين. ويضم المطار ايضاً القاعدة الفرنسية لعملية"ابيرفييه". وهاجمت المروحيات خصوصاً رتلاً من المتمردين التشاديين كانوا يحاولون التقدم في جنوب شرقي المدينة. وجاءت هذه الغارة بعد ليلة هادئة عموماً. وقال الناطق باسم تحالف المتمردين عبدالرحمن كلام الله:"لم نتوجه للاستيلاء على المطار من اجل عدم عرقلة حركة إجلاء الرعايا الأجانب، لكن الجيش الفرنسي يسمح بإقلاع مروحيات تشادية تأتي لمهاجمتنا". وأجريت خلال الليل عمليات اجلاء اجانب الى ليبرفيل وابريس. كما اجلي موظفو السفارة الأميركية بعد وصولهم الى القاعدة العسكرية الفرنسية في المطار على متن آليات. كما بدأت الصين اجلاء رعاياها من تشاد. وأشارت الى ان حوالى 210 صينيين وتايوانيين اثنين سيتم اجلاؤهم الى الكاميرون. وجدد السودان امس، نفيه اتهامات بأنه يدعم المتمردين التشاديين. ودعا كل الأطراف التي تقاتل في تشاد المجاورة الى ضبط النفس. وقال علي الصادق الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية ان السودان لا يدعم المتمردين وليس له صلة بهم، مضيفاً أن المتمردين بدأوا التحرك من شرق تشاد الى العاصمة. وأكد ان جميع الموظفين في السفارة السودانية في نجامينا بخير. وفي طرابلس الغرب، اتهم تجمع دول الساحل والصحراء المتمردين التشاديين بنية قلب المؤسسات الشرعية والديموقراطية في تشاد. وعبرت الأمانة العامة للتجمع الذي يضم في عضويته 25 دولة عربية وإفريقية، عن رفضها المطلق اللجوء إلى العنف والسلاح كوسيلة للتغيير السياسي. واعتبرت في بيان لها من مقرها في العاصمة الليبية أن قلب نظام حكم ديموقراطي دستوري في إشارة إلى نظام الرئيس ديبي، مخالفة صريحة للقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومواثيق هذا التجمع. ودعت الدول الأعضاء في التجمع وفي الاتحاد الإفريقي لدعم الشرعية في تشاد. في الوقت ذاته، أعلنت الخارجية الأميركية في بيان ان الولاياتالمتحدة دانت محاولات المتمردين التشاديين الاستيلاء على السلطة في تشاد بمهاجمتهم العاصمة، ودعت الى الهدوء. وقال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك ان"الولاياتالمتحدة تنضم الى الاتحاد الأفريقي لتدين محاولات المتمردين المسلحين التسلل الى البلاد من الخارج للاستيلاء على السلطة بطريقة غير دستورية في تشاد". وأضاف:"ندعو الى الهدوء في العاصمة ونؤيد دعوة الاتحاد الأفريقي الى الوقف الفوري للهجمات المسلحة والامتناع عن القيام بأي أعمال عنف يمكن ان تلحق الأذى بالمدنيين الأبرياء".