أظهرت ردود فعل الاقتصاديين الألمان والأوروبيين أمس "قلقهم العميق"، من تجاوز العملة الأوروبية الموحدة الخط الأحمر المحدد منهم ب 1.5 دولار، ومن انعكاسات هذا الارتفاع على نشاطاتهم الاقتصادية، خصوصاً أن قسماً مهماً من الشركات الألمانية يعتمد في صادراته على الأسواق المتعاملة بالدولار. وعبّر رئيس اتحاد صناعة السيارات الألمانية ماتياس فيسمان عن هذا القلق، معتبراً أن تبدل أسعار العملات بهذا الشكل"يضيف صعوبات على أعمالنا، ولا يؤمن لنا الدعم المطلوب لصادراتنا إلى منطقة الدولار". وأعلن مجلس إدارة شركة صناعة سيارات"بي أم دبليو"الألمانية، أنه سيقرر صرف آلاف إضافيين من العمال، في حال استمر سعر اليورو في الارتفاع أمام العملة الأميركية". وجاء إعلان الشركة، بعد يومين على قرارها صرف 8100 عامل وموظف، منهم7500 في ألمانيا. وأوضح رئيس قسم التوظيف إرنست باومان أن قيمة الدولار التي زادت على 1.50 يورو،"هزتني بقوة"، ولهذا السبب تريد شركته"وضع خطة توفير من 6 بلايين يورو في السنوات الأربع المقبلة". فيما بدأت شركة"بورشيه"الألمانية للسيارات الرياضية، التي تصدر القسم الأكبر من إنتاجها إلى الولاياتالمتحدة، التحضير"لأوقات أكثر صعوبة"في موضوع سعر الدولار. والى شركات السيارات الألمانية، انضمت شركة"آرباص"الأوروبية التي تملك ألمانيا وفرنسا غالبية أسهمها الى القلقين، إذ أفاد متحدث باسمها، بأن ما يقلق مجلس إدارتها"ليس تهالك الدولار فقط، بل السرعة التي حصل فيها أيضاً". ومعروف أن القسم الأكبر من مبيعات"آرباص"من الطائرات المدنية يتم بالدولار، حتى مع الدول الأوروبية في منطقة اليورو. علماً أن تكلفة الإنتاج في دول منطقة اليورو تدفع بالعملة الأوروبية. لذا، أقرّت الشركة العام الماضي خطة صرف 10 آلاف عامل وموظف حتى عام 2010 ، بهدف خفض تكلفة الإنتاج الى 1.35 دولار لليورو الواحد المدفوع. وإذ لاحظ المتحدث أن كل سنت يكسبه اليورو أمام الدولار سيكلف الشركة الأم"إيه آي دي أس"100 مليون يورو إضافية، كشف أن"آرباص"تبحث الآن في نقل أقسام إنتاجية إلى دول منطقة الدولار لخفض التكلفة والحفاظ على موقع تنافسي أفضل مع منافستها الرئيسة"بوينغ"الأميركية. ورأى الخبير في مؤسسة"إرنست أند يونغ"للاستشارات بيتر فوس، أن ارتفاع سعر اليورو"سيدفع بشركات ومنتجي قطع الغيار إلى نقل إنتاجهم الكامل أو جزء منه إلى الخارج المتعامل بالدولار". ولفت الى أن شركة إنتاج الآلات"غيلد مايستر"الألمانية"قررت قبل أسبوعين بناء مصنع لها في الولاياتالمتحدة للإستفادة من تراجع قيمة الدولار".