يتذمر سكان بامرني الاكراد 45 كلم شمال دهوك من وجود قاعدة تركية عند المدخل الجنوبي لبلدتهم، بينما تشن انقرة عملية توغل في شمال العراق منذ الخميس لمطاردة عناصر"حزب العمال الكردستاني". وكان مهبط طائرات بامرني، البلدة التي تضم خمسة آلاف نسمة، مهجورا منذ 1991 بعد ان كان يستخدمه الرئيس العراقي السابق صدام حسين لزيارة قصوره في مناطق سياحية تقع في جبال كاره ومتين وسرسنك والعمادية. واقامت تركيا في 1997 قاعدة في موقع المدرج القديم يقيم فيها جنود اتراك على مدار السنة. واعلن رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الاحد الماضي في مؤتمر صحافي في دهوك 425 كلم شمال بغداد ان"وجود قواعد تركية جاء بالتنسيق مع السلطات الكردية عام 1997". وتقع القواعد التركية الثلاث الاخرى في غيريلوك 40 كلم شمال العمادية وكانيماسي 115 شمال دهوك وسيرسي 30 كلم شمال زاخو على الحدود العراقية التركية. وهذه القواعد ثابتة وينتشر فيها جنود اتراك على مدار السنة. وقال نيجيرفان بارزاني"سمحنا باقامة هذه القواعد بحسب اتفاق بيننا وبين الحكومة التركية وجاء فيها ان تحركهم يجب ان يكون بعلمنا، لكنهم عندما ارادوا الخروج من قواعدهم من دون ابلاغنا اعتبرنا ذلك خطوة خطيرة غير مسؤولة". وصرح رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين ان"جنود القواعد التركية الموجودة في اقليم كردستان خرجوا مساء الخميس المنصرم من قاعدتهم بدباباتهم من دون اخذ موافقة السلطات الكردية للتوجه الى مناطق اخرى". واضاف ان المقاتلين الاكراد"البيشمركة منعوهم من ذلك". وافاد شهود عيان ان"قوات البيشمركة وعددا من سكان المنطقة وقفوا الجمعة امام القوات التركية وأجبروها على الرجوع الى قواعدها". وقال ياسين احمد 37 سنة وهو ميكانيكي من سكان بامرني وهي مركز ناحية اصغر من قضاء،"عندما اراهم اشعر بأني ارى اعداء وأريد ان يرحلوا من هنا". ويقع محل الميكانيكي على بعد مئتي متر من القاعدة، حتى انه يستطيع مشاهدة الجنود الاتراك بوضوح في باحة القاعدة لان المكان الذي يقع فيه مرتفع ويطل على موقع القاعدة التركية. واضاف الميكانيكي"نخشى من توسيع نطاق العمليات العسكرية ومشاركة جنود هذه القاعدة في العمليات فيلحقوا بنا الاضرار". واشار الى ان"الجنود الاتراك جاؤوا مرة وطلبوا قطعة غيار ... لكنني رفضت ان ابيعها لهم وقلت انها غير متوافرة عندي. لكنهم رأوها في المحل فسألوني أليست هذه القطعة التي نحن بحاجة اليها؟ فأجبتهم بأنها ليست للبيع وغادروا ولم يعودوا". وتابع انه منذ ذلك الوقت، عندما يمرون امام محله بسيارتهم للتسوق او لنقل المؤن الى نقاط المراقبة التابعة لهم يدير ظهره حتى لا يراهم. وقال"نشعر بالأسى عندما يمرون من هنا وهم امامنا". وفي التلة الواقعة مقابل مدينة بامرني، نقطة مراقبة تابعة للقاعدة التركية لمراقبة تحركات المنطقة وحماية القاعدة من اي هجوم. وقال ابو شهاب بامرني 54 سنة وهو يشير بيده الى القاعدة التركية"لا نريدهم ان يبقوا هنا وماذا سنستفيد من وجودهم هنا؟". واضاف"لا استطيع القول انهم شياطين لان الشياطين افضل منهم بكثير. اذا كانوا يبحثون عن عناصر حزب العمال فانهم ليسوا موجودين هنا بل في الشريط الحدودي". واشار ابو شهاب الى ان جنود القاعدة يتوجهون احيانا الى المدينة للتسوق او لشراء بعض المستلزمات الضرورية. واكد كمال محمد عبدالرحيم 55 سنة وهو من افراد البيشمركة انه وقف مع زملائه بوجه الدبابات التركية قبل ايام عندما حاولوا الخروج منها للتوجه الى المناطق الحدودية. وقال"في تلك الليلة جاء اناس كثيرون مع البيشمركة ووقفوا في الشارع وقطعوا عليهم الطريق وابلغوهم انهم لن يسمحوا لهم بالتحرك الا اذا تحركوا على اجسادهم". وطالب المواطن عبدالرحيم بإخلاء تلك القواعد العسكرية التركية في اقليم كردستان عن طريق حكومة اقليم كردستان. وقال"لا نريد ان يبقوا هنا ولا نرغب بوجودهم ولكن ماذا عسانا ان نفعل ويجب ان يتم طردهم بقرار من القيادة الكردية". وصادق برلمان اقليم كردستان الثلثاء خلال جلسة استثنائية على قرار يدعو"حكومة اقليم كردستان الى الاسراع في اغلاق جميع القواعد التركية في اقليم كردستان". كما طالب الحكومة التركية"بترك القواعد التي اقامتها في اقليم كردستان بسبب الظروف الاستثنائية التي مر بها الاقليم قبل سقوط النظام العراقي السابق".