وسّعت القوات التركية نطاق عملياتها في شمال العراق، مستخدمة الطيران في قصف مواقع متمردي حزب"العمال الكردستاني"، وطالبت"جماعات عراقية محلية"في اشارة الى البيشمركة والأحزاب الكردية ب"عدم حماية المتمردين"، معلنة مقتل 41 عنصراً من حزب"العمال الكردستاني"واثنين من جنودها. وفيما أعرب البيت الأبيض أمس عن الأمل في أن يكون أمد العملية"قصيراً"، مؤكداً تفهمه للدوافع التركية، طالبت بغدادأنقرة باحترام سيادة العراق ووحدته، وبسحب جنودها فوراً. وأبدت مخاوفها من أن تتحول المعارك الى صدامات مع"البيشمركة"الكردية التي تعهدت الدفاع عن كردستان. وأشارت وكالة أنباء"الاناضول"، شبه الرسمية الى كثافة حركة المروحيات بين بلدة جوكورجا التركية القريبة من الحدود، وشمال العراق اضافة الى عبور طائرات مطاردة. وبث الجيش التركي شريط فيديو للعملية يظهر جنودا يرتدون أزياء مموهة ينزلون من مروحيات تقلع من قاعدة غير محددة ترافقها مروحيات قتالية. ويظهر الشريط ايضاً صور جنود يمشون في مناطق كساها الثلج وقوافل عسكرية تتقدم في طرقات جبلية وغارات محددة الهدف من دون اظهار موقعها. وفي خضم ذلك قرر الرئيس التركي عبدالله غل الغاء جولة افريقية، كانت مقررة هذا الاسبوع. وقال ناطق باسم الرئاسة"إن الرئيس يريد أن يكون في انقرة أثناء العمليات التي لا تزال جارية". وأعلنت هيئة اركان الجيش الاحد ان ما لا يقل عن 112 متمرداً و15 جندياً تركياً، قتلوا منذ بدء العملية. من جهة أخرى، نقلت وكالة"فرات نيوز"عن مسؤول في حزب"العمال الكردستاني"أمس قوله إن حصيلة الخسائر التركية بلغت 81 جندياً على الأقل. وكانت حصيلة سابقة أوردها الحزب أشارت الى سقوط ثلاثة قتلى من المتمردين. وأعلنت هيئة الاركان التركية ان المتمردين"المذعورين يحاولون الفرار نحو الجنوب"، مضيفة"ينتظر من مجموعات محلية عراقية ان تمنع أعضاء المنظمة الإرهابية، العدو الأبرز للسلام والاستقرار الاقليميين، من دخول منطقتها ومن الحصول على الحماية"، مؤكدة مقتل 41 متمرداً وجنديين، مما يرفع الى 153 متمرداً كردياً و17 جندياً عدد القتلى منذ بدء التوغل الخميس الماضي. في واشنطن قالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو"نأمل أن تكون مجرد عملية قصيرة الأمد". وشددت على ان الرئيس جورج بوش"كثيرا"ما دعا تركيا الى التحلي بضبط النفس في هذه العمليات، موضحة ان"ذلك لم يتغير". وأكدت ان العراقوتركيا دولتان"سيدتان"مضيفة:"نحن على اتصال معهما للعمل على ان تكون هذه العملية محدودة وأن تستهدف بالتحديد ضرب حزب العمال الكردستاني وتتجنب كما نأمل سقوط ضحايا مدنيين". وأضافت:"لكننا نتفهم حرص تركيا على حماية مواطنيها". الى ذلك دعت الحكومة العراقية في بيان أمس انقرة الى"سحب قواتها في أسرع وقت ممكن، واحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه"، واعتبرت ان"العمل العسكري التركي يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة وانتهاكاً للسيادة العراقية". ونقل البيان عن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ قوله:"ندعو الأتراك الى حوار ثنائي"، معتبراً ان"حزب العمال الكردستاني يمثل تهديداً لتركيا، إلا انه لا يجب الاعتماد على الوسائل العسكرية لوقف هذا التهديد". وعبر مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي في مؤتمر صحافي امس عن خشية بلاده من ان يؤدي طول أمد توغل القوات التركية الى مصادمات مع قوات"البيشمركة"الكردية. وزاد ان"احتمال وقوع مثل هذه المصادمات يتزايد كلما تقدم الجنود الاتراك مسافة أكبر داخل الأراضي العراقية وطال بقاؤهم". وتابع انه"ينبغي تفادي ذلك بأي ثمن"، مضيفاً ان"مثل هذه المصادمات، حتى لو حصلت بطريق الخطأ، ستكون لها عواقب خطيرة للغاية". وواصلت حكومة اقليم كردستان توجيه نداءاتها لوقف العمليات العسكرية من جهة، واستنفارها استعداداً للدفاع عن الاقليم من جهة ثانية. وطالب الزعيم مسعود بارزاني الرئيس جورج بوش بالتدخل شخصياً لإنهاء التدخل العسكري التركي.