دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان أمس، الأميركيين إلى العمل من أجل"صنع السلام"بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعدم الاكتفاء"برعايته". ونقل بيان للديوان الملكي الأردني عن الرئيس عباس قوله رداً على سؤال عما إذا ما كانت هناك رسالة محددة يريد أن ينقلها الملك عبدالله إلى الإدارة الاميركية، أن"الرسالة المحددة والمهمة التي نتفق عليها دائماً هي أنه إذا لم يتم استغلال العام 2008 لتحقيق السلام، فأن الفرص في المستقبل ستكون معدومة للوصول إلى هذا الهدف". وأضاف أن"على الأميركيين أن يتفهموا أن عليهم استغلال هذه الفرصة، وأن لا يكتفوا بدور رعاة للسلام بل يجب أن يتدخلوا في صنعه". وطالب ب"وقف التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية". وقال إن"على إسرائيل ان توقف كل هجماتها على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه يجب وقف إطلاق الصواريخ، فإذا توقفت الصواريخ تكون لدينا ولدى العرب جميعاً حجة قوية بأن على إسرائيل أن توقف كل أنواع الحصار، وليس الهجوم فقط". وأشار إلى أنه"في حال توقفت هذه الصواريخ، سيكون هناك مجال للضغط على إسرائيل لرفع الحصار وفتح المعابر الأخرى لتتاح للناس فرصة الحركة، هذه المعادلة يجب أن تفهم وأن تكون واضحة، ولا نريد أن نغطي الأمور بالشعارات". وعن مشاركته في القمة العربية المقررة نهاية آذار مارس المقبل في دمشق، قال:"نحن دعينا إلى القمة وسنحضرها شخصياً، ولماذا لا ... نريد من الأشقاء العرب أن يحلوا المشاكل المعلقة في القريب العاجل حتى تكون هذه القمة ناجحة، وتعرض فيها جميع القضايا لتوفير الدعم للمفاوض الفلسطيني وقضيته والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني". وأكد بيان الديوان الملكي الأردني أن محادثات الملك عبدالله والرئيس عباس تناولت"جهود دفع عملية السلام والأوضاع الراهنة في المنطقة والقضايا التي تهم الجانبين". وجدد الملك عبدالله"دعم الأردن للجهود التي تهدف إلى تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الاستمرار في المفاوضات حيال جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق ما تضمنته قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". وأكد"رفض الأردن أي حلول جزئية والإجراءات والممارسات الآحادية الجانب"التي وصفها بأنها"تشكل عائقاً فعلياً أمام تحقيق تقدم ملموس في العملية السلمية". ودعا الفلسطينيين إلى"العمل بكل السبل على حل خلافاتهم وتوحيد مواقفهم بما يمكنهم من نيل حقوقهم الوطنية المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة". وأعرب عن"قلق الأردن تجاه تدهور الظروف المعيشية للفلسطينيين في قطاع غزة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي"، داعياً المجتمع الدولي إلى"العمل من أجل إنهاء الحصار والاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للشعب المحاصر". ووضع عباس العاهل الأردني في"صورة اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وسير العملية التفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعقبات التي تواجهها". وأكد"دعم الأردن للموقف الفلسطيني الذي يصر على البحث في قضايا الوضع النهائي كافة والخروج بحلول شاملة لها، خصوصاً قضية القدس والحدود واللاجئين".