سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تواصل العمليات التركية على الحدود العراقية وحزب العمال يعلن إسقاط مروحية . مقتل 79 عنصراً من "الكردستاني" و7 جنود أتراك وطالباني يزور أنقرة قريباً مقترحاً "تسوية سلمية"
اتهم حزب "العمال الكردستاني" أمس الولاياتالمتحدة والرئيس العراقي جلال طالباني واسرائيل بدعم الهجوم العسكري البري الذي تشنه تركيا على قواعده في شمال العراق. وسقط خلال الأيام الثلاثة الماضية 79 عنصراً ل"الكردستاني"و7 جنود أتراك فيما ذكر الحزب ان مقاتليه اسقطوا طائرة مروحية تركية. وقال زعيم الجناح العسكري في الحزب باهوز اردال ان"الولاياتالمتحدة لا تدعم الاتراك فحسب، بل تنفذ ايضاً جزءاً من العمليات العسكرية"، كما نقلت عنه وكالة أنباء"فرات نيوز"التي تعتبر لسان حال الحزب. وأضاف ان"طائرات الاستطلاع الاميركية تحلق في أجواء المنطقة وتزود الجيش التركي بشكل متواصل بمعلومات عن مواقع قواتنا وبعدها تأتي الطائرات التركية وتقصف". كما اتهم الزعيم الكردي مجموعات عراقية بدعم العملية العسكرية التركية مسمياً طالباني الذي سيزور أنقرة خلال أيام، وقال إن"سلوك جلال طالباني خطير للغاية. لدينا معلومات تفيد بأنه دعا الجيش التركي الى التوجه الى جبال قنديل"، وهي سلسلة الجبال الشاهقة القريبة من ايران والتي تؤوي مقر قيادة"العمال الكردستاني". ودعا اردال اكراد العراق الى مقاومة التوغل التركي في أراضيهم. وتزود الولاياتالمتحدة منذ أشهر الجيش التركي معلومات عن تحركات المتمردين في العراق، وشنت القوات التركية منذ 16 كانون الاول ديسمبر عدداً من الغارات الجوية كما قامت بعملية توغل محدودة في المنطقة. الى ذلك حذر القيادي الكردي محمود عثمان من أن تأخذ المعارك داخل العراق منحى آخر يؤدي الى تطورات سلبية ومواجهات بين المواطنين، مشيراً الى وجود"عروض لحلول سلمية اقترحها الاكراد خلال الساعات الماضية نيتها تفعيل عمل اللجنة الثلاثية العراقية - التركية - الاميركية". وقال عثمان ل"الحياة":"هناك اتصالات محدودة بين المسؤولين الاكراد والحكومة التركية الا ان الأخيرة ابدت تصلباً في موقفها المصر على العملية العسكرية بدعم وتأييد من الولاياتالمتحدة". وزاد:"ان الموقف الضعيف والمتلكئ للحكومة العراقيةوالولاياتالمتحدة سهل الاجتياح التركي لشمال العراق وأعطى الضوء الاخضر للقوات التركية، واننا ندعو الحكومة المركزية الى لعب دور أكثر ايجابية لمواجهة انتهاك السيادة الذي تتعرض له الأراضي العراقية". وجددت حكومة اقليم كردستان دعوتها السلطات العراقية إلى تحمل مسؤولياتها والدفاع عن الأراضي العراقية مؤكدة إرسال 2000 من عناصر البيشمركة الى الحدود المشتركة، فيما قال مصدر في حزب"العمال الكردستاني"إن قوات اسرائيلية تشارك في الهجوم ضد معاقل الحزب شمال العراق. وكانت مصادر كردية نفت"وقوع اشتباكات"بين قوات البيشمركة والقوات التركية التي توغلت داخل أراضي إقليم كردستان الاربعاء الماضي في وقت أكدت القيادة العامة إرسال"تعزيزات"من البيشمركة الى الحدود المشتركة مع تركيا لمساندة قواتها هناك. وأكد سفين دزة يي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في"الديموقراطي الكردستاني"بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، أن القوات التركية لم تدخل بعد الى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة وأنها دخلت المناطق النائية"، مشيراً الى ان"المحاولات التركية للحسم العسكري مع حزب العمال الكردستاني لن تجدي نفعاً لأن محاولات سابقة قد فشلت في تحقيق هذا الهدف". وقال في تصريح صحافي ان"إرسال تلك القوات لا علاقة له بالهجوم التركي الحالي، وإنما يأتي في إطار التغيير العادي للقوات". يشار الى أن للجيش التركي خمس قواعد دائمة داخل إقليم كردستان، ولكن اتفاقاً وقّع مع الاكراد لا يسمح لتركيا باستخدامها من دون موافقة سلطات كردستان. وكانت الحكومة العراقبة دعت تركيا الى"احترام سيادة العراق وحرمة أراضيه"عقب دخول عشرة آلاف جندي تركي الى شمال العراق لملاحقة حزب"العمال الكردستاني"، إلا أن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ذكر ان"العراق يتفهم التهديد الذي تواجهه تركيا من نشاطات الحزب"، فيما هددت حكومة اقليم كردستان ب"مقاومة شاملة"ضد القوات التركية اذا وقع أي اعتداء على المناطق المأهولة في الاقليم. الى ذلك حذر وزير الخارجية هوشيار زيباري من أن تصعيد وتيرة العمليات العسكرية التركية سيؤدي الى زعزعة الأمن في المنطقة. وطالب في تصريح صحافي أمس بوقف الهجوم بأسرع وقت ممكن، مؤكداً ان"الحكومة التركية وعدت العراق بأن القصف لن يطاول البنى التحتية إلا أن الجيش التركي دمر خمسة جسور حتى الآن". وأعلن عضو التحالف الكردستاني وليد شركة امس ان طالباني يعتزم اقتراحاً لتسوية سلمية للقضية الكردية خلال زيارة انقرة في الأيام القليلة المقبلة، مشيراً الى أنه سيطلب من"القادة الاكراد وقف العمل العسكري فوراً". وفي تطورات الموقف الاميركي - التركي قال وزير الدفاع روبرت غيتس إن العمل العسكري ضد"حزب العمال الكردستاني"لن يحقق أهدافه. ودعا الحكومة التركية الى"مبادرات سياسية واقتصادية في المنطقة للتصدي للحزب، وشدد.