أعلن الجيش التركي أن قواته قتلت 79من عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني خلال المعارك الدائرة في إطار العملية العسكرية "شمس" التي ينفذها في شمال العراق. وذكر بيان لرئاسة هيئة اركان الجيش التركي بثه موقعه على شبكة الانترنت أن 35من عناصر المنظمة لقوا مصرعهم في الاشتباكات ليرتفع عدد القتلى في صفوف المنظمة الى 79قتيلا بينما قتل جنديان تركيان في الاشتباكات ليصل عدد القتلى من القوات التركية الى 7جنود. في الوقت نفسه ذكرت شبكة خبر تورك أن أعداد القتلى في صفوف المنظمة ارتفعت أمس الى 100قتيل وأن الطائرات التركية إف - 16انطلقت من قاعدة ديار بكر في جنوب شرق البلاد محملة بالصواريخ ووجهت ضربات مكثفة الى مواقع المنظمة في هقتانين، كما تدور اشتباكات عنيفة حول معسكر زاب الذي تسعى القوات التركية للسيطرة عليه. واشارت الشبكة الى أن القوات التركية عثرت بتفتيش ملابس قتلى المنظمة على هويات قوات البشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني. ونشر الجيش التركي صورا للجديدة للعمليات العسكرية الدائرة في إطار العملية البرية التي أطلقها في شمال العراق الخميس الماضي. في الوقت نفسه أشارت وسائل الإعلام التركية الى أن منظمة حزب العمال الكردستاني أصدرت بيانات تشير فيها إلى أن مقاتليها نجحوا في إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش التركي من طراز "كوبرا" وأنهم يحتفظون بجثث 15جنديا من بين 22جنديا قتلوا أثناء المعارك وأنهم سينشرون أسماءهم قريبا. وحث القيادي في المنظمة فهمان حسين، الملقب بالدكتور ياهوز أردال، وهو من أكراد سوريا، الأكراد المقيمين بالمدن التركية على أن ينهضوا وينشطوا وأن يقاتلوا السلطات التركية وأن ينفذوا عمليات انتقامية ردا على العملية العسكرية في شمال العراق. واعتقلت أجهزة الأمن التركية شخصين من بين عدة أشخاص موالين لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية قاموا باحراق ست سيارات في عدد من شوارع مدينة اسطنبول الليلة الماضية. وذكرت مصادر مديرية أمن اسطنبول أمس "الأحد" أن مجهولين اضرموا النار في ست سيارات في أحياء غونغور وبي أوغلو وأوسكدار بعد منتصف الليلة الماضية وتم ضبط اثنين منهم، ولا تزال التحقيقات جارية معهم. أكدت صحيفتا "جمهوريت" و"صباح" التركيتان أمس "الأحد" أن الجيش التركي يخطط للتوغل داخل الأراضي العراقية لمسافة 50كيلومترا وتطهير عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية بهذا العمق من أجل تأمين الحدود التركية. من جانبه نفى مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني احمد دنيز الأحد التقارير التركية حول مقتل 40عنصرا من الحزب في العمليات العسكرية التي بدأتها القوات التركية يوم الخميس الماضي لملاحقة مسلحي الحزب في الأراضي العراقية. كما اتهم حزب العمال الكردستاني امس الولاياتالمتحدة والرئيس العراقي جلال طالباني بدعم الهجوم العسكري البري الذي تشنه تركيا على قواعده في شمال العراق. وقال زعيم الجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني باهوز اردال ان "الولاياتالمتحدة لا تدعم (الاتراك) فعليا فحسب بل تنفذ ايضا جزءا من العمليات العسكرية"، كما نقلت عنه وكالة انباء فرات نيوز التي تعتبر لسان حال الحزب. كما اتهم الزعيم الكردي مجموعات عراقية بدعم العملية العسكرية التركية مسميا بالاسم الرئيس العراقي الكردي جلال طالباني. وقال "برأينا، سلوك جلال طالباني في هذا الهجوم خطير للغاية. لدينا معلومات تفيد بانه دعا الجيش التركي الى التوجه الى جبال قنديل"، سلسلة الجبال الشاهقة القريبة من ايران والتي تؤوي مقر قيادة حزب العمال الكردستاني. من جهته اعرب ناطق عن التيار الصدري الاحد في النجف عن رفضه "اي تدخل عسكري" في العراق داعيا الحكومة العراقية الى "تحمل مسؤولياتها الدستورية ازاء حماية شعبها". وفي اتصال هاتفي من النجف صرح لواء سميسم رئيس الهيئة السياسية لمكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف الاحد لوكالة فرانس برس "نرفض اي تدخل عسكري في الاراضي العراقية ونطالب الحكومة المركزية بان تتحمل مسؤولياتها الدستورية ازاء حماية شعبها". وعبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاحد عن امله في ان تكون العملية التي تشنها تركيا في شمال العراق قصيرة ودعا انقرة الى بذل مزيد من الجهود من اجل تحسين اوضاع الاقلية الكردية التركية. على الصعيد نفسه هددت عضو مجلس النواب العراقي صفية السهيل باقامة دعوى قضائية اذا اقدمت تركيا على اجتياح الاراضي العراقية، وتسببت بوقوع خسائر إنسانية ومادية لأي فرد عراقي. وقالت عضوة مجلس النواب العراقي في بيان صادر، عن مكتبها تسلمت "الرياض" نسخة منه "إن التصرفات العسكرية التركية توسع الشرخ ما بين الدولتين والشعبين، ومن يتوهم ان هكذا عمليات من شأنها ان تحل المشاكل العالقة منذ عقود فإنه مخطئ، بل ستكون عواقبها السياسية والاجتماعية والإنسانية والبيئية وخيمة على كلا الطرفين".