سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نظارة "ماتريكس" تحضر السينما الى شاشة الخليوي . "آي فون" نجم مؤتمر برشلونة للاتصالات رغم غياب شركته وپ"غوغل" حضر متنكراً في نظام "أندرويد" لأنترنت الهاتف
يبدو أن الخليوي صار أكثر أهمية من الكومبيوتر، إذ صارت مؤتمراته تلاقي من الاهتمام أضعاف ما تلاقيه نظيراتها التي تتناول الحاسوب. وبحسب الانطباع العام عن النقاشات التي دارت في"المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة"، الذي اختتمت أعماله في برشلونة شرق إسبانيا أخيراً، فإن صناعة الهاتف النقّال باتت القوة المحركة الأساسية الأولى في صناعة التكنولوجيا العالية"هاي تيك"، وهي التي ترسم الخطوط الجديدة في صناعة الكومبيوتر. أي انقلاب هائل للأدوار بين هاتين الأداتين الإلكترونيتين الذكيتين؟ نظارة لسينما الخليوي سنة أخرى حضرت فيها الى برشلونه شركات كبرى في تكنولوجيا الاتصالات المتطورة مثل"T موبايل"وپ"تلفونيكا"وپ"نوكيا"وپ"آن أي سي"وپ"سامسونغ"وپ"آل جي"وغيرها. وعرض المؤتمر اختراعات لم تخل من الفرادة، مثل نظارة"ماتريكس"Matrix، التي تصنعها شركة"موبينتيك"، والتي تنظر من خلالها الى شاشة الهاتف النقال وتخال انك في السينما. وكرس المؤتمر الكاتالوني واقعاً أن الخليوي بات ينظر إليه على أنه أداة لدخول الانترنت وتصفحها واستخدامها"بعدما صار استعماله للمكالمات أمراً نافلاً. الغائبان الرئيسيان عن مؤتمر برشلونة هما شركتا"غوغل"Google محرك البحث الأكثر استخداماً من قِبَل جمهور الانترنت و"آبل"Apple التي ذاع صيت هاتفها"آي فون"iPhone في الآونة الأخيرة، ليضاف الى نجاح أجهزتها للموسيقى الرقمية"آي بود"iPod. والأحرى القول إن"غوغل"حضر"متنكراً"من خلال نظام لتشغيل الهواتف النقّالة، يحمل اسم"أندرويد"Android الذي عرضه في برشلونة للمرة الأولى منذ الإعلان عنه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. والمعلوم أن الإعلام الغربي يسميه"هاتف غوغل"Google Phone. وتبنته شركات مثل"تكساس انستريومانتس"وپ"آن أي سي"وپ"آرم". ويتوقع أن ينافس"أندرويد"أنظمة واسعة الانتشار مثل"سيمبيان"Sympian الذي يشغّل حالياً نحو 75 في المئة من أجهزة الاتصال النقّالة، أو"ويندووز موبايل"الذي تصنعه شركة"مايكروسوفت". وأكد ريتش ماينر، المسؤول عن المنصات المتنقلة في"غوغل"، ان مجموعتي"آل جي"وپ"اتش تي سي"ستحصلان قبل غيرهما على نظام"اندرويد"الذي يتوقع أن يطلق في الأسواق قبل نهاية العام الحالي بأسعار مغرية تبدأ بنحو 70 يورو للجهاز. وفي سياق متصل، غابت"آبل"كلياً عن المعرض، على رغم ان الحديث عن هاتفها"آي فون"حضر بقوة، حتى ساد شبه إجماع بأنه كان"نجم برشلونة"! عرضت شركة"آل جي"LG الكورية جهاز"كيه أف 700"KF700 الذي تصبو إلى جعله منافساً ل"آي فون". وأكّد رئيس مجلس إدارتها سكوت أهن ان المستهلك يعلق أهمية كبيرة على الخدمات التي يقدمها كل جهاز لكنه يبحث أيضاً عن جهاز سهل الاستعمال."شركتنا لا تستوفي هذه الشروط فحسب، بل تتعداها من حيث الخصائص التقنية وسهولة التشغيل"، يقول. وفي سياق مماثل، أشار بيتر كنوك نائب رئيس"ويندووز موبايل"من"مايكروسوفت"الى ان شركته تنتظر بيع نحو 20 مليون جهاز تعمل بواسطة ذلك النظام، قبل منتصف العام الحالي. وأكد في الوقت نفسه شراء"مايكروسوفت"شركة"دانجر"الأميركية المتخصصة في الاتصالات المتنقلة وخدماتها. وبرز بقوة أيضاً موضوع التلفزيون في الهاتف النقّال، وكأنه بات واقعاً تعمل جميع الشركات على توسيع انتشاره. فقد شدّد وزير الصناعة الإسباني، الذي افتتح المؤتمر، على ان تقنية"التلفزيون الأرضي النقال"لن تكون جاهزة قبل نهاية عام 2010 نظراً"الى عدم وجود قوانين تشرعها حتى الآن... إن جلّ ما نشاهده اليوم ما زال في مرحلة تجريبية بالنسبة الى شركات الاتصالات". وأثبتت نقاشات المؤتمر البرشلوني أن وضع الانترنت في الهاتف النقال، ما زال موضوعاً ملحاً"كما أن عقدته ما زالت الكلفة المرتفعة لهذه الميزة وانخفاض سرعتها أيضاً. وفي المحصلة، لا تزيد الثقة بزيادة عدد مستخدمي الهاتف النقال أداة لتصفح الانترنت، بديلاً للكومبيوتر، عن ال20 في المئة. الألعاب الإلكترونية هاتفياً لم يقتصر المؤتمر عينه على مواضيع الاتصالات من تلفزيون وانترنت وهاتف نقّال ورسائل قصيرة وغيرها"بل تناول أيضاً موضوع الالعاب الالكترونية في الخليوي. وعرضت شركتا"تلفونيكا"الاسبانية وپ"غيستيور تيك"الاميركية التي حازت جائزة المؤتمر بفضل اختراعها أسهل جهاز تشغيل للخليوي، طريقة استخدام الهاتف النقال بديلاً لجهاز اللعب المعروف باسم"وي"Wii من إنتاج شركة"نينتلندو" من طريق التقاط كاميرا الهاتف للتحركات اللازمة للعب، بعد تسجيل برنامج خاص يساعد على ضبط التحركات. وكذلك عرضت شركة"فودافون"Vodafone جهازاً سمته"دليل العميان"يعمل بتكنولوجيا متقدمة تُسمى"ايزي ووك"Easy Walk. ويتألف من هاتف نقال يعمل بتقنية"سيمبيان"مع نظام"جي بي آس"لتحديد المواقع على الكرة الأرضية ونظام"تي تي أس"TTS الذي يحوّل النصوص المكتوبة الى تعابير صوتية فيرشد الضرير صوتياً أثناء سيره، ويخبره عن أسماء الشوارع والمراكز والمسافات المتبقية وغيرها.وكذلك يقدم له مساعدة دائمة من طريق مركز اتصالات بإمكانه ان يحدد مكانه في صورة مستمرة. وفي لقاءاته الإعلامية، ركز رئيس شركة"نوكيا"أوللي بيكا، على خدمات الانترنت باعتبارها المدخل لتحديد دورها في الهاتف النقال. وقال:"إن الأرباح المتوقعة من وضع خدمات الانترنت على النقّال قد تصل الى بلايين الدولارات... نحن في صدد إدخال جيل جديد من الأجهزة الى الأسواق مثل نوكيا 6210 المجهز بنظام الإبحار على الانترنت مع خرائط رقمية تعمل من طريق الأقمار الاصطناعية". وأعلنت شركتا"تلفونيكا"الاسبانية وپ"سامسونغ"الكورية عن تسويق حاسوب صغير "ميني - كومبيوتر" اسمه"بي سي كيو 1"pcq1 وزنه 680 غراماً يعمل ببرنامج ويندووز XP Pro ويمكن تشغيله من طريق لمس الشاشة، كما يمكن وصله بجهاز كومبيوتر عادي وبهاتف نقّال. ولم يغب ممثلو بعض دول العالم الثالث، التي تعتبرها الدول الصناعية ضرورية للغاية من اجل تواصل خمسة آلاف مليون شخص بين بعضهم بعضاً، وشراء هذه التقنيات نقداً. وأكدت بعض الشركات الأوروبية والأميركية، أن ممثلين لشركات من المغرب والجزائر ومصر وكينيا ونيجيريا وغيرها، تقدموا بعروض لشراء تقنيات حديثة في الاتصالات المتطورة، مع ملاحظة استعدادهم للدفع نقداً! واندفعت تلك الشركات لارسال ممثلي العالم الثالث الى مكاتبها الرئيسية لأنهم ليسوا مخوّلين إنجاز صفقات تجارية خلال معرض للتقنية!