دان مجلس الوزراء الكويتي بشدة امس قيام نشطاء شيعة بعقد مجلس تأبين ليل السبت الماضي لمقتل القائد العسكري ل"حزب الله"اللبناني عماد مغنية، وهي الخطوة التي أججت احتجاجات كبيرة في اوساط الغالبية السنية في الكويت، وتحفظات من بعض الشيعة أيضاً، واعتبرها كثير من النواب ووسائل الاعلام"استفزازاً لا يطاق لمشاعر الكويتيين". وعبر المجلس في بيان اثر اجتماعه الاسبوعي أمس عن"شجبه واستنكاره لمظاهر التأبين والتمجيد التى قام بها البعض لمناسبة مقتل إرهابي تلوثت يداه بدماء الشهداء الابرياء الطاهرة، وكان وراء العديد من العمليات والجرائم الارهابية وترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم"، في اشارة الى اعتداءات ارهابية قيل ان مغنية قادها ضد الكويت وكان ابرزها اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية"الجابرية"العام 1988. وقال البيان انه بمقتل مغنية الذي لم يسمه صراحة"تحقق القصاص الرباني العادل لتطمئن روح شهيدي طائرة الجابرية عبدالله الخالدي وخالد أيوب رحمهما الله في قبريهما الطاهرين وتهدأ نفوس ذويهما والشعب الكويتي الابي الذي كان يتابع فصول جريمة الجابرية وما زال يستذكر تفاصيلها البشعة بكل مشاعر الغضب والالم". ودان البيان"تلك الممارسات العبثية الغريبة على المجتمع الكويتي وما تنطوي عليه من ابعاد خطيرة هزت الرأي العام الكويتي واستفزت مشاعر الكويتيين الذين دأبوا على نبذ روح التعصب والتطرف ويرفضون محاولات بث سموم الفتنة والبغضاء بين صفوفهم مهما كانت مراميها وغاياتها، ويقفون كلهم صفاً واحداً مؤكدين حتمية اللحمة الجامعة متمسكين بوحدتهم الوطنية". وانتهى البيان الى أن مجلس الوزراء"إذ يشجب ما قامت به قلة محدودة من تصرفات مشينة استفزت بها مشاعر كل الكويتيين، ليدعو جميع المواطنين ووسائل الاعلام المختلفة لترك هذا الامر الى السلطة الرسمية"التي"ستباشر كافة التدابير والاجراءات اللازمة في شأن هذه القضية، بما يكفل صيانة الوحدة الوطنية والتأكيد على ان تكون كلمة جميع الكويتيين دائما واحدة في مواجهة كل ما يمس وطنهم وأمنه واستقراره ويسيء الى ثوابته الراسخة". وكانت مجموعة"التحالف الاسلامي الوطني"التي تعبر عن التيار المتعاطف مع فكر الثورة الايرانية بين الشيعة الكويتيين - و تسميها الصحافة الكويتية"حزب الله الكويتي"- عقدت المجلس التأبيني ليل السبت في حسينة"الحسين"بمنطقة"الرميثية"جنوب شرقي العاصمة. وطوقت قوات الأمن الحسينية مع أوامر باعتقال كل من يقوم بمسيرات خارجها. وبرر أمين"التحالف"النائب عدنان عبدالصمد تأبين مغنية بأنه"لم يثبت ضلوعه باختطاف الجابرية"ووصف منتقدي مغنية في الكويت بأنهم"صهاينة وصداميون". ويمثل الشيعة نحو 15 في المائة من الكويتيين و لهم خمسة نواب منتخبين في البرلمان المؤلف من خمسين نائبا، ووزيران في الحكومة الحالية. ولا يشارك جميع الشيعة مجموعة"التحالف الاسلامي الوطني"مواقفها، لكنها أقوى المجموعات السياسية الشيعية في الساحة، ولها 3 نواب متحالفون مع 6 نواب سنة في المعارضة باسم كتلة"التجمع الشعبي"التي لم تعلن حتى أمس أي موقف مما صدر عن اعضائها الشيعة.