قرر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي اجتمع امس بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان، اعتبار ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة ومن بينهم 54 لبنانياً، «قضوا نحبهم في طريق الهجرة من أجل النهوض ببلدهم وكانت لهم أيادٍ بيض في البلدان التي انتشروا فيها وكانوا رسلاً أمناء لوطنهم في بلاد الاغتراب، شهداء للوطن»، سائلاً لهم «المغفرة ولذويهم الصبر والسلوان». واثنى المجلس «على الجهود التي بذلت وتبذل في سبيل انتشال جثث الضحايا والصندوق الأسود وخصوصاً جهود الجيش اللبناني»، وحض «على بذل المزيد من الجهد والعمل على التخفيف عن العوائل المفجوعة وإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة حقيقة ما جرى». وتوقف المجتمعون في بيان عند ذكرى اغتيال كل من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، والأمين العام السابق ل «حزب الله» السيد عباس الموسوي، والشيخ راغب حرب، والمسؤول في الجناح العسكري للحزب عماد مغنية وحسن قصير، معتبرين «أن الجامع بين هذه المناسبات وطنية باعتبارهم شهداء الوطن، لأن اليد الآثمة التي ارتكبت جريمة اغتيالهم واحدة والهدف واحد وهو النيل من سيادة لبنان وكرامته ووحدة شعبه وأرضه»، ورأوا «ان ما تشهده الساحة الوطنية اليوم من توحد الموقف الوطني خلف الجيش والمقاومة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية إنما كان بفضل هذه الدماء الذكية التي أجهضت الأهداف الخبيثة للعدو». وحيا البيان الذكرى ال 31 لانتصار الثورة الإسلامية في ايران. ونبه المجلس الى ان «مشاركة لبنان وعلى أي مستوى في القمة العربية المزمع عقدها في ليبيا هو تخلٍ عن المسؤولية الوطنية تجاه جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين»، واعتبر ذلك «تحدياً لمشاعر اللبنانيين من جهة، وتجاوزاً للقضاء اللبناني وأحكامه من جهة أخرى». ودعا «الجامعة العربية إلى اتخاذ موقف واضح من هذه القضية». وشدد المجلس على «ان التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان وسورية تتطلب مزيداً من التماسك الداخلي وتعزيز الوحدة بين اللبنانيين والتعاون والتنسيق مع الشقيقة سورية في إطار الموقف المشترك الذي عبرت عنه الدولتان في التصدي لهذه التهديدات»، مجدداً التأكيد ان «تمسك لبنان بالمقاومة كخيار وطني بالتكامل مع الجيش والشعب للدفاع عن الوطن وحمايته هو الذي يشكل الرادع أمام أي مغامرة للعدو، لن يكون مصيرها إلا الفشل والخيبة». ودان المجلس «عمليات القتل والتفجير الإجرامية التي استهدفت أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية ومواكب زوار الإمام الحسين في كربلاء وباكستان»، داعياً «المرجعيات الإسلامية إلى إدانتها والتبرؤ منها»، و «الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى المصالحة والتوحد لمواجهة المشاريع الصهيونية».