بدأ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس زيارة لتركيا تهدف الى انعاش المسار السوري - الاسرائيلي في عملية السلام على حساب المسار الفلسطيني، في وقت اعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقالة اسماعيل هنية امس استعداده لدرس"اي مقترح او مبادرة"يؤدي الى وقف التصعيد القائم حاليا في قطاع غزة. من جانبها، اكدت واشنطن انها"لا تأخذ بكثير من الجدية"تهديدات الحكومة الاسرائيلية باجتياح غزة بل تضعها في شق"الاستهلاك المحلي"لاحتواء الداخل الاسرائيلي، في وقت استكمل رئيس الوزاء الفلسطيني سلام فياض اجتماعاته في واشنطن أمس والتقى الرئيس جورج بوش ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي. راجع ص 4 وعلى صعيد التهديدات الاسرائيلية باجتياح غزة وتنفيذ حملة اغتيالات في صفوف قادة"حماس"، جدد هنية الدعوة الى التهدئة، مشددا في تصريح امس على ان"طريق الأمن والسلام العادل والهدوء معروفة للجميع، فليخرج المحتل، وليتوقف العدوان، وليعترف لشعبنا في حقه في أرضه وموطنه، وحينها لن يكون هناك مبرر لإبقاء الوضع على ما هو عليه"، مبدياً"استعدادنا لدرس أي مقترح او مبادرة يمكن ان تصب في تحقيق هذا الهدف". وكان لافتاً امس تركيز باراك على احياء المسار السوري، واوضح للصحافيين وهو في طريقه الى انقرة امس:"بسبب عمق علاقاتهم الاتراك مع السوريين، فان لديهم امكانات مؤكدة لتحقيق نفوذ ايجابي"، مقللا من دور تركيا على المسار الفلسطيني، وقال:"لست واثقا ان كان لهم دور يقومون به". وعقب مصدر سياسي اسرائيلي على ذلك بالقول:"باراك يرى ان المسار السوري واعد أكثر بكثير من المسار الفلسطيني ... على خلاف رئيس الوزراء ايهود اولمرت". من جانبه، اكد ديبلوماسي تركي رفيع ان انقرة"تقوم بدور تسهيلي وليس دور وساطة بين سورية واسرائيل"، مضيفا ان الرئيس عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان"قد ينقلان رسالة من دمشق"الى باراك. وقال قريبون الى باراك انه سيستخدم زيارته التي تستمر يومين لتركيا في الترويج لصفقة مقترحة لبيع قمر تجسس صناعي اسرائيلي من طراز"افق"وصفقات عسكرية اخرى. على خط مواز، اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في برلين أن حكومته"مصممة على الرد على الإرهاب من غزة". الا ان مسؤولا أميركيا في واشنطن اكد"عدم وجود قلق اميركي"من شن عملية عسكرية اسرائيلية على غزة، مضيفاً ل"الحياة"أن الادارة الأميركية تقرأ تصريحات أولمرت في هذا الصدد ضمن اطار احتواء الرأي العام الاسرائيلي. وكرر أن واشنطن تأمل باستكمال اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية العام. ويأتي هذا الموقف في وقت التقى رئيس الحكومة الفلسطينية أمس بوش الذي حضر جانبا من اجتماعه مع هادلي، علماً ان فياض يقوم بزيارة تستمر ثلاثة ايام لواشنطن تخللها اجتماع مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أول من أمس، كما ألقى أمس كلمة امام معهد"اسبن"، وتوجه الى الكونغرس للاجتماع بقيادات لجنتي الاعتمادات المالية والعلاقات الخارجية قبل مغادرة واشنطن الخميس. وفي كلمته امام عرب اميركيين وديبلوماسيين وصحافيين، اتهم فياض اسرائيل بالتقاعس عن الوفاء بالتزاماتها لتجميد انشطة الاستيطان وتخفيف نقاط التفتيش التي تقيد انتقال الفلسطينيين في الضفة الغربية، وشكا من عدم تحقيق تقدم في هاتين المسألتين. واكد مؤتمر الحوار العربي - الاوروبي الذي عقد في مالطا الدعم المطلق لعملية انابوليس وضرورة نجاحها. وشدد وزير الخارجية السلوفاني ديمتريش روبل الذي ترأس تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على أن يكون عام 2008 عام الحوار العربي - الأوروبي، كما شدد على الدعم المطلق الذي أبداه الحضور في المؤتمر لعملية انابوليس للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل وضرورة نجاحها. في الوقت نفسه، صدرت دعوات اوروبية خلال المؤتمر الى اشراك"حماس"في ادارة المعابر الحدودية بين قطاع غزة ومصر. وعلمت"الحياة"ان الأمين العام لحركة"الجهاد الاسلامي"رمضان شلّح سيصل الى القاهرة قريباً للقاء رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان بهدف البحث في تشغيل المعابر الحدودية بين مصر وقطاع غزة.