طالب الرئيس المصري حسني مبارك الأطراف اللبنانيين بالتوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس للبلاد"حماية لمصالح اللبنانيين". وجدد تحذيراته من انعكاس أزمة الاستحقاق الرئاسي على فرص نجاح قمة دمشق المقرر عقدها في 28 و29 آذار مارس المقبل. وشدد مبارك في تصريحات ادلى بها على متن الطائرة الرئاسية التي اقلته امس، إلى أبو ظبي على ضرورة"تهيئة المناخ العربي المناسب لانعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق". من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن"من مصلحة الجميع بمن فيهم الأطراف الاقليميون أن ينتخب رئيس للبنان، إذ أن ذلك سيضمن نجاح قمة دمشق". وأعلن موسى أنه سيعاود زيارته لبنان أواخر الشهر الجاري من دون تحديد الموعد لاستئناف محادثاته مع الأطراف اللبنانيين في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد علماً أن جلسة المجلس النيابي لانتخاب الرئيس أرجئت إلى 26 الجاري. وسعى وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي بعد لقائه موسى إلى التخفيف من وقع تصريحات رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط التي هدد فيها بحرب في لبنان تأكل الأخضر واليابس. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه موسى"إن ما قاله جنبلاط يأتي في سياق الرد على تهديدات المعارضة التي تقول إما الثلث المعطل في الحكومة أو الحرب ... نحن لن نذهب إلى حرب أهلية في لبنان ولا نريد الذهاب إلى هذا الخيار على الاطلاق حتى لو هدد به كثيرون"، موضحاً أن"الجميع في لبنان جرب الحرب الأهلية واستخدموا في هذه الحرب كل شيء وفي النهاية ذهبوا إلى تسوية .. نحن نطالب بالتسوية العادلة والمشرفة والضامنة لأمن واستقرار سياسي في لبنان وهي الحل الوحيد أمامنا". وأشار إلى أن"المبادرة العربية هي المشروع الوحيد المطروح علينا". وعن انتقاد الرأي العام العربي لتصريحات جنبلاط، قال:"نحن نحترم الرأي العام العربي ونسأل ألم تسمعوا رموزاً في المعارضة هددوا أكثر من مرة بالقول إما الثلث المعطل في الحكومة وإما الحرب وليس لدينا شيء نخسره في الحرب، فما هو رأي المواطن العربي .. ما قاله جنبلاط جاء في إطار الرد على هؤلاء ونحن نبحث عن تسوية مشرفة لا عن حرب لكننا نرد على هذه الكلمات". واكد العريضي ان"مهمة موسى لم تفشل ولا يجوز أن تفشل .. وإذا كان هناك مصطلح يطلق عليها فهو أن نقول إن المهمة لم تحقق نتائجها أو أهدافها وبالتالي يجب أن نعمل لتحقيق تلك الأهداف وفق ما نصت عليه المبادرة العربية عبر الاتصالات التي تجري مع موسى". وقال العريضي"إن بيروت مفتوحة امام موسى وفي أي وقت يمكنه التوجه إلى لبنان وأنه على تواصل مع جميع اللبنانيين ونأمل بأن يكون يوم 26 شباط الجاري الموعد النهائي لانتخاب الرئيس ميشال سليمان وأن ينطلق تشكيل الحكومة". وكان موسى أوضح لوفد مؤسسة"راند"الأميركية الذي التقاه مساء أول من أمس أنه"بعد زيارته الأخيرة للبنان ليس متشائماً تماماً"، وحدد موسى"سببين لذلك الأمر، أولاً: أن المناقشات بين الأكثرية والمعارضة كانت صريحة وطرحت كل اهتمامات الأطراف على الطاولة، ثانياً: كان هناك توافق على مرشح الرئاسة اللبنانية العماد ميشال سليمان".